إلى حضرة عامل صاحب الجلالة معاذ الجامعي… عزاؤنا واحد في وفاة العزيزة”مدينة الجـــديـــدة”

 

أش واقع –  خـــاص .

لذا وجب نصب الخيام، ونظم قصائد الرثاء، وإعلاء عويل ونواح، وآهات من أحبوا الجديدة، حبا صادقا، وجب العزاء وعزاؤنا واحد في فقدان العزيزة الجديدة، وجب حفر القبر وتخطيط الشاهد بحروف مزركشة”المرحومة الجديدة” عاصمة دكالة لقرون خلت، مركزها وجوهرة محيطها، شواطئ ومعالم وتاريخ مجيد بأبنائها وبناتها البررة ومشيدي صرحها، أما كتابة تاريخها الحديث والحاضر فمداده دم وعرق وقيود، أوراقه سوداء لا رائحة لها حتى مرآتها تعرضت للكسر والضباب والغيوم حتى أصبح السواد سيد والمكان والزمان والتهميش يصول ويجول فارسا يطعن كل صوت جهور صارح بالحق.

بدأها المرض منذ أن دخل المتطفلون والفاشلون والمتملقون حقولا لا يعرفون تربتها، بل اقتحموا القيم وخوضوا مياه النبع الصافية مكرا وخداعا وسرقة حتى توالد الفساد وكثرت الفيروسات التي دعمتها أيادي أرادت الموت للعزيزة والتخلص من رحمها الولاد وطمس هويتها وثقافاتها المتعددة والمتأصلة من تراب، الوطن الغني، أراد لها أن تكون جسدا لا روح له، لا يتحرك، لا يتكلم لا يرفع شارة النصر، جسد تحمله أيادي أثيمة داهية وبطون فيها ما فيها من خيرات الفقيدة.

وقد يقاطعني متفائل وينكر علي عزائي ويدعي أن العزيزة الجديدة مازالت قيد الحياة تتنفس وتتكلم وتمشي ولا هي فارقت الحياة، نجيب أكثر تفاءلا وهل هي في قسم الإنعاش؟ أم المستعجلات؟ وماذا يجب أن نفعل جميعا لإنقاذها؟؟؟

التعليقات مغلقة.