متى كان حب الوطن جرما؟

بقلم: عماد بنحيون

قرأت تدوينة لأحدهم يتهم فيها كل محب لوطنه وملكه بكونه عياشا مع العلم أن شعار المملكة الله الوطن الملك، ولمعرفتي الدقيقة بهذا الشخص الذي لا يحرم في المقابل تمجيد انتمائه السياسي ولا يعتبر نفسه عياشا سياسيا، لأنه هو من ساعده على التنقل مابين المناصب التي طالما تلهف لها.

أقول له و لهؤلاء العياشة السياسيين امثاله أن مصلحة الوطن بعد الله فوق الجميع، ومن يبيع  وطنه ويضحي باثني عشر قرنا من تاريخه فإنه خاسر نفسه لامحالة، لأن المغاربة جميعا يتمتعون بذكاء شكلوا  بواسطته دوما الاستثناء  فجنبهم لوحدهم التوسع العثماني بتمسكهم  بمملكتهم وحبهم لوطنهم ومصلحة أبنائه جميعا  قبل مصلحتهم الشخصية  .

فمتى كان حب الوطن وملكه جرما؟ أليس من حق الشعب أن يحب وطنه وملكه بعد الله؟ الجرم والعيب هو أن تبيع مصلحة الوطن الذي يضمن الأمن والاستقرار لأجيال المستقبل رخيصا بمصلحة فردية لا تتعدى تقلد منصب مسؤولية حزبية او زيارة دولة أجنبية.

الحكمة هنا تقتضي البحث عن الرخاء والازدهار والنماء للبلد وليس البحث عن دراهم معدودة من أعداء صار المغرب مصدر قلقهم  بما فيهم ذلك الجار الذي  أضحى مسؤولوه ، بعدما انفضح امره،  يسائلون الحكم فيه عن ماذا  يتوفر عليه المغرب من خيرات ليصبح بهذا الشكل في زمن قياسي وهم الذين يتوفرون على النفط والغاز!

اقول لهؤلاء الأعداء وهؤلاء الذين يساعدونهم”عن غير قصد”  “الله يهديهم ” بهذا البلد الأمين  أن سبب تقدم المغرب هو حب المغاربة لوطنهم وملكهم بعد حب الله، وهو ما يلخصه شعار المملكة المغربية بوضوح.

التعليقات مغلقة.