كاد المعلمُ أن يكونَ رسولا

المعلم تعجز الحروف عن التّعبير وتتوه الكلمات على السّطور عندما يسألني شخصٌ عن فضل المعلّم، فما من عبارات مدحٍ ولا قصائد شكرٍ تفي حق هذا الشّخص الّذي كرّس أغلب أوقاته لينقل طلّابه وتلاميذه من ظلمة الجهل إلى نور العلم والمعرفة، ليمسي في آخر نهاره متعباً منهكاً منتظراً بشوقٍ فجر يومٍ جديد يبني به جيلاً واعياً متعلّماً قادراً على التّمييز بين الصّواب والخطأ. فما نحن بفاعلين لنردّ جميل فضل المعلّم علينا؟ هل ننسى فضله علينا؟ أم ننسى ما علّمنا إيّاه بشغفٍ وحبٍّ طوال هذه السّنين؟ أم نتجاهل كلّ القيم والآداب والأخلاق الّتي علّمنا إياها جاعلاً نفسه قدوةً لها؟ كلّا وألف كلّا، فردّنا للجميل يكون بالتّقيّد بما علّمنا إيّاه وبالاستفادة من المعلومات الّتي رسّخها في أذهاننا لنصبح أطبّاء ومهندسين ومبرمجين ومعلّمي ومربّي أجيال المستقبل، لننقل القادم من الجيّد إلى الأفضل، ولنصنع عالماً مليئاً بالخير وخالياً من الفقر والبؤس اللّذين يصنعهما الجهل. كما قال أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدته: قُم للمعلمِ وفّهِ التبجيلا كاد المعلمُ أن يكونَ رسولا أعَلِمتَ أشرفَ او أجل من الذي يبني ويُنشئُ أنفساً وعقولا المعلّم يترك دفء بيته في الشّتاء وحبّ عائلته في وقت الشّقاء لينير درب طلّابه، ويتحمّل شقاوة طلّابه في سبيل نشر العلم وإتمام رسالته، فنعم الرّسالة هي رسالة العلم، حيث إن العلم يبني الجسور والبيوت وحتّى ناطحات السّحاب، وهو الّذي يداوي الجروح والأمراض والمآسي. هو المعلّم حامل أعظم رسالة متمثّلاً بأعظم الخلق رسولنا الكريم محمّد صلّى الله عليه وسلّم، الّذي لم يستسلم ولم يفقد الأمل قط في قومه وخلائق ربّه، والّذي اخُتير من بين الخلائق كلّها ليحمل أروع رسالة ويعلّم غيره، فالمعلّم يقتدي بالرّسول حين يكدّ ويتعب من أجل

أيوب لمزوق

التعليقات مغلقة.