اللّحية .. أشهر قاضي بالمغرب في حياته وعند مماته +فيديو

اش واقع تيفي / أسامة بوكرين ـ حمزة مندوب ـ عزالدين السطوري

عرف نورالدين فايزي، أو “القاضي اللحية” كما أحب زملاؤه في الجسم القضائي المغربي مناداته، بأنه “أب الإعدام” وسلاح تطبيق القانون في كل المناصب التي تقلّدها بكل من الجديدة وأسفي قبل أن يتولّى رئاسة غرفة الجنايات بآستئنافية الجديدة.

وبعد وفاته، اكتشف المغاربة، وحتى أولئك الذين لم يسبق لهم التعرّف على الفايزي، قاضياًّ نزيها مليء المسار بـ”الأحكام الغير مسبوقة والتطبيق السليم للنصوص القانونية”، نال حباًّ جارفا من مغاربة الداخل والخارج.

القاضي اللّحية .. رجل قانون حازم

وزّع الفايزي خلال مسيرته القضائية، أحكاما عدّة، ترواحت بين 8 إعدامات واكثر من 600 سنة سجنا، في قضايا وملفّات عرفت وأخذت صدى واسع لدى ساكنة الجديدة وآسفي لتحقيقها الردع وحفظ النظام العام.

شاع عن “اللّحية” وهو قاض بالجديدة، انه لم كان سيف القانون الذي يوضع فوق أعناق المخالفين، حيث سبق لمساجين الجديدة ان كشفوا في أكثر من تصريح، انهم “دخلو سوق راسهم” بفضل أحكام الفايزي.

الإعدام .. سلاح ردع الجرائم القذرة

في أقل من 3 سنوات، كانت حصيلة “اللحية” 8 أحكام إعدام، في ملفّات تتعلّق بقاتل شخص ببوشريط، وجريمة ذبح سائق حافلة للنقل الحضري بالحوزية ومغتصب شقيقته حتى الموت بالبئر الجديد، وقاتلي طفلة دوار الأشهب بالجديدة، والمرأة التي قتلت وأحرقت جثة زوجها بسيدي بنور، ومرتكب جريمة قتل بشعبة الحوالة بأولاد رحمون وجريمة قتل بأزمور .

“إذا كنت قاتلا فآحمد الله أنكم لست أمام اللحية” اعتبر الفايزي دائما أن الروح اعزّ من تذهب ضحية نزوة عابرة أو مرض نفسي مهلك، أو صراع بسيط، فكان متشدّدا مع جرائم القتل القذرة، حتى ان صورة “اللّحية” أصبحت تردع من يفكّر في القتل أكثر من تأنيب الضمير.

ولد الفايزي ومات رجلا عدباًّ هادئا بروح دعابة لا تفارقه، لكنه كان حازم لا يتوانى للحظة في تطبيق القانون على مخالفين، حتى ولو تطلّب الأمر اصدار حكم على فرد من أفراد عائلته.

قضا سنينه داخل المحاكم بسيرة عطرة وانتهى به المطاف محاطاًّ بكمّ كبير من المغاربة يلتفّون حول التابوت الذي يحمل جثّته مرددين “لا إله إلاه الله محمد رسول الله ما أطهرها من روح غادرت”.

أشهر قاضي بالمغرب أثار الجدل خلال حياته وفي أخرها.. الفايزي لن يأتي شخص مثله في مكانه

التعليقات مغلقة.