غزلان تكتُب .. “صلاة الجنازة على النخب السياسية المحلية بتيزنيت”

أش واقع / تيزنيت

تعتبر النخب السياسية المحلية (صانعة القرار والمساهمة في صنعه)في تيزنيت سببا من أسباب نكبتها فالساحة المحلية تشهد من الميوعة الفكرية و ازدواجية الخطاب و اضمحلال الديموقراطية على كل الأصعدة الشيء الكثير .

كل هده انحرافات تطال سلوك الفاعل السياسي المحلي و تؤكد لنا تراجع اداءه ناهيك عن توقف التنمية و غيابها ان صح التعبير كيف لنا ان نفخر بفاعل سياسي محلي من البرلمانيين الذي وهبهما لنا صندوق الانتخابات و مدينة تيزنيت ماتزال تعيش حياة البدو في بعض احيائها في غياب الماء و الكهرباء والتبليط والصرف الصحي كيف لنا ان نفخر بهما وساكنة الدواوير الملحقة و اطفالها دون شبكة للماء الصالح لشرب دون ملاعب القرب دون ساحات خضراء كيف لنا ان نفخر بهما ونحن لا نسمع اصواتهما في قبة البرلمان دفاعا عن حقنا وحق ساكنة الإقليم كيف نفخر بمكونات مجلس جماعي متهالك كيف نفخر بتحالفات جزر حزبية اتفقت على المصالح ولم نسمع صوت مطالبتها بتنمية لسنوات كيف نثق بها وبصوت نشازها الخارق لتحالف في اطار تبادل اللوم والعتاب رغبتة في فرصة ثانية كيف نثق ونفخر بمعارضة خجولة وفارغة المقاعد في كثير من الأحيان …. وإذ نستحضر هذا الواقع المرير فإننا نستنكر واقع النخب السياسية المحلية من مجلس إقليمي ومجالس جماعية ومن تمثيلية برلمانية مع وقف التنفيذ ……


قد تكون الزبونية والولاءات والمحسوبية والمصلحة اهم استراتيجياتهم لبناء تحالفات جزر بلقانية ووسيلة من وسائل خلق وإنتاج الزعامات و النخب الجديدة منطق لا يعدو ان يخرج عن “قضي لي نقضي ليك ” و “هاك ارا بلا حزارة ” ليخرج الفاعل السياسي المحلي من هذا المصطلح ليسقط في مفهوم الوسيط و الأداة لتحقيق المصالح في اطار علاقات عمودية بالأساس حتى أصبحت صناعة النخب السياسية اليوم اكراها و إشكالية من الإشكاليات الكبرى التي تشهدها الساحة المحلية والوطنية فالأحزاب دائما ما رفعت شعار التشبيب و دائما ما تصدح عبر الابواق بالتشبيب و التجديد ولكن محليا نفس الأوجه تعتزم خوض الانتخابات المقبلة نفس الأوجه ترفع شعارات التنمية نفس الأوجه تقول انها ستغير وتحقق مطالب الساكنة نعم نفس الوجوه نفس تلك الأقنعة المستهلكة و الدماء الموحلة التي كانت تسير او انضمت في تحالفات هجينة الى من يسير ورفعت الان في اول دقائق الشوط بدل الضائع شعار المعارضة تعارض بعد ان كانت تدافع وتتسابق نحو مناصب الأغلبية نفس الوجوه التي سيرت وفشلت نفس الوجوه التي عرقلت التنمية نفس الوجوه التي لم تستطع توفير شربة ماء لساكنة المدينة نفس الوجوه التي تركت طفولتنا تلعب في الخلاء بدون ملعب بدون حديقة بين الوحل الشتاء و غبار الصيف ولدغات العقارب بدون ابسط شروط العيش من ماء وكهرباء وصرف صحي شتان بين خطاباتهم و ممارستهم شتان بين القول والفعل شتان بين القول بدور الشباب في الساحات واللقاءات وبين تمكينهم من ما يستحقون او حتى الاعتراف بمجهوداتهم اما بالنسبة للنساء. فالمرأة في اقليمنا المنكوب غائبة عن مجلسه الإقليمي وحضورها بالمجالس الجماعية ما هو الا حضور صوري فماذا قدمت الأحزاب للمرأة من تكوين وتأطير من اجل المساهمة بنجاعة في أدائها السياسي.


نعم جاءنا الدستور بالحقوق وبقوة حقوقية سياسية اجتماعية لتجاوز الواقع المنكوب الا اننا لم نستطع التفعيل ومازالت تتحكم بنا وبمصيرنا نخب سياسية بعيدة عن مفهوم النخبة بكل ممارساتها وتصوراتها المتهالكة وانانيتها العظمى حتى انها أصبحت تعتبر المؤسسات الحزبية تركة قابلة للقسمة حسب منطق المحسوبية والولاءات الضيقة.


إذا أردنا ان نغير الواقع فلابد من إزاحة المتهالك والمواد السياسية المستهلكة والماكينات الانتخابية التي تخدم مصالح البعض ونبتعد بمحيطنا المحلي عن التحكم والمحسوبية ونستشرف واقعا أجمل شعاره غذ بعيدا عن نفس الممارسات، وواقع بمكتسبات حقوقية ودستورية تستشرف مغرب الحداثة والديموقراطية.

غزلان حموش

التعليقات مغلقة.