“القصة الكاملة” .. أربعة أحزاب في مواجهة “قفّة جود” و”حمامة أخنوش”

آش واقع / أسامة بوكرين

فجأة وجَد اعضاء وعضوات حزب التجمع الوطني للأحرار أنفسهم في موقِف المدافعين عن مؤسسة خيريّة المفترَض فيها ان تمارس العمل الاحساني والجمعوي بعيداً عن العمل الحزبي والسياسي والانتخابي.

وتعود تفاصيل الموضوع، الى شنّ الأمين العام الحالي لحزب الأصالة والمعاصرة، عبد اللطيف وهبي، لهجمة شرِسة على حزب “الحمامة” وجمعية “جود” المقرّبة منه في لقاء بمؤسسة الفقيه التطواني.

وهبي، وجّه رسالة واضِحة المعنى الى أخنوش، مفادها ان مؤسسة “جود” المحسوبة على “الحمامة” لا يمكن ان تشتغِل في توزيع “القفف الرمضانية” بشكل عادي وطبيعي أشهراً قُبَيلَ الانتخابات وإلّا فإن “لحمَنا مرّ” كما جاء على لسانِه”.

قضية “قفف جود” لم تتوَقف عند هذا الحدّ، بل يوماً واحداً بعد تصريح وهبي، خَرجَ حزب التقدم والاشتراكية ببلاغٍ شديد اللهجة اعتبر فيه ان “جود” تسعى للتوظيف السياسوي لمبدأ التضامن النبيل.

التقدم والاشتراكية لم يتوقّف عند هذا الحدّ، بل شدّد على ما تقدِم عليه “جود” يعتَبَر استمالة فاضِحَة للمواطنات والمواطنين، انتخابيا وحزبياً، في محاولة لاستغلال فقر وضعف عدد من الأسر المغربية”

“أخنوش يوضِّح عبر الفايسبوك”

في ساعة متأخرة من ليلة الأربعاء 21 أبريل، نشر عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، شريط فيديو عبر صفتح على موقع التواصل الاجتماغعي فايسبوك، للردّ على التحركات التي اعتبر انها “تستهدِف” حزبه والجمعية.

ووجّه أخنوش، الوزير الأقوى في حكومة العثماني، رسالة مفادها “هبط خدم”، مشيرا الى انه أسّس “جود” وساهم الي جانِب مجموعة من المحسنين في تقويتها وتوسيع رقعة اشتغالها بهدَف العمل الانساني التضامني.

خطوة أخنوش هاتِه، جرّج عليه وابلاً من الانتقادات بسبب تأكيده على علاقته الشخصية وعلاقة حزبه بمؤسسة “جود” التي كشف مصدر انها من المفترض ان تبقى بعيدة عن المعترَك الانتخابي والسياسي.

وفي مقابل الانتقادات التي وجِّهَت، وجَد اعضاء من شبيبة “الحمامة” ظالّتهم في خَرجَة أخنوش التي اخذوا منها وسم “هبط تخدم” ليشهروه في وجه كلّ منتقِدٍ لقفّة “جود” وعطاياها الكبيرة لتنسيقيات “الحمامة” محلياً واقليمياً.

“الاستقلال .. موقف سابِق”

حزب الاستقلال، كان سباقاً لطرح مسألة “القفف الانتخابية” داخل قبّة البرلمان من خلال مداخلة للنائب البرلماني، محمد الحافظ، الذي ربط الاغلاق الليلي بتعميق أزمة المغاربة ما يدفع بعض “الدكاكين السياسية لاستعمال القفف من اجل استغلال فقر ومآسي عدد من الأسر”.

وفي السياق ذاته، نبّهت اللجنة التنفيذية لحزب “علال الفاسي” من خطورة ما تناقلته وسائل التواصل والاعلام من وقائع بتمّ تسخير العمل الخيري والانساني فيها بأحجام كبيرة وغير معتادة في معترك التنافس السياسي واطلاق حملات انتخابية سابقة لآوانها.

وشدّد الاستقلال موقِفَه الذي جاء ساعاتٍ قليلة بعد “خرجَة أخنوش” منبهاً من استغلال حاجة المواطنات والمواطنين المتضرّرين من تداعيات الجائحة بمنحهم “القفة الغذائية” المشروطة بالانتماء الحزبي.

وعَرَج بلاغ الهيئة التقريرية الأكبر في الحزب، على موضوع خروج مجموعة من المواطنين الذي استفادوا من “قفة جود” ليجدوا انفسهم منخرطين في حزب “الحمامة”، مشيرا الى “رفضه استغلال المعطيات الشخصية للمستفيدين من عمليات الدعم الغذائي لأغراض اخرى لا صلة لها بالعمل التضامني النبيل”.

وهروباً الى الأمام دعا “إخوان نزار بركة” السلطات العمومية الى ضبط وتأطير عمليات التضامن والانساني والاشراف عليها وتحصينها من كل التوظيفات الحزبية الضيقة والزجّ بها في ملسلس الاستحقاقات الانتخابية القادِمة”.

“الأسد” ،، الحزب المغربي الحر مندهش

في نفس اليوم الذي أصدرت فيه اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال بلاغها، خرَج الحزب المغربي الحزب، معبراً عن اندِهاشِه واستغرابه لكلمة أخنوش التي اعترف فيها بإشرافِه الشخصي على مؤسسة “جود”.

وكشف حزب إسحاق شارية انه يعتبِر عملية “جود” لتوزيع التبرعات العينية الخاصّة بقفة رمضان على المواطنين قبيل الاستحقاقات الانتخابية “استمالة صريحة لأصوات الناخبين عن طريق الاستغلال السياسوي البشع والمقيت لحاجاتهم وفقرهم”.

وأكّد “حزب الأسد” انه “ينظر بأسف عميق لهذا التحدي السافِر للأعراف السياسيّة التي تلزِم الأحزاب الوطنية بالإحجام عن كل ما من شأنِه ان يؤثّر على نزاهة العملية الانتخابية واستقلالية وحرية الاختيار لدى الناخبين”.

وعبّر المصدر ذاته عن “امتعاضه الشديد على التعبيرات والألفاظ المتعالية التي استعملها أخنوش في ردّه على الانتقادات الموجّهة لحزبه أو في اعترافه بمسؤوليته على دعم مؤسسة جود للتنمية”.

واعتبر الحزب ان “اعتراف أخنوش” هو “إقرار علني بآقترافه لممارسات غير قانونية وتحدٍ سافِر للمنظومة التشريعية والانتخابية”

التعليقات مغلقة.