عودة طالبان للسيطرة على كابل تقود الشعب للهروب الأكبر

اش واقع / بشرى العمراني

تحول مطار كابل الدولي الذي يسمى أيضا مطار حامد كرزاي إلى ما يشبه خلية نحل منذ دخول مسلحي حركة طالبان أمس الأحد الى كابل، وتوجهت جموع غفيرة نحو المطار في محاولات للظفر بفرصة أخيرة للهروب من البلاد على متن آخر الطائرات التي بقيت في المطار لإجلاء رعايا البعثات الأجنبية.

آلاف الأفغان، أفراداً وجماعات من كافة الأعمار، ظهروا أمس الأحد في مقاطع فيديو من نوع بائس، وهم بسيارات ضاقت بها الشوارع، أو مشياً على الأقدام، مسرعين نهاراً وليلاً إلى مطار “حامد كرزاي الدولي” بكابل، للفرار منه إلى أي مكان، قبل أن تسيطر طالبان على كل العاصمة و سكانها الأكثر من 6 ملايين، الواصلون بشق الأنفس إلى المطار البعيد 16 كيلومتراً عن وسط كابل، شقوا طريقهم بين ممراته وردهاته، للوصول إلى المدرج، والصعود منه إلى أي طائرة يجدونها تستعد للإقلاع، من دون أن يسأل الواحد منهم عن وجهتها، ومعظمهم لم يكن حاملاً لحقيبة سفر، وفقاً لما ورد بوسائل إعلام محلية و عالمية، كما عبر الوكالات، إضافة لما نجده في فيديوهات اكتسحت السوشال ميديا.

يظهر في مقاطع فيديو الطائرة الأميركية التي تستعد للطيران و يجري مئات الشبان الأفغان أمامها وحولها، ويتشبث عدد منهم بعجلاتها وهي في استعدادها للاقلاع، كما أظهرت لقطات بثتها وسائل إعلام أفغانية مواطنين ينتشلون جثث أشخاص سقطوا فوق المنازل بعد تشبثهم بإطارات طائرة أقلعت من مطار العاصمة.

وقد اثار استيلاء طالبان على العاصمة كابل أمس الأحد حالة من الذهول و الصدمة في مختلف انحاء العالم و خلف تداعيات فورية على القوى الإقليمية الثلاث المجاورة لأفغانستان، أي باكستان والهند والصين، بحسب تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، إن حكومات الدول الثلاث سرعت في الأشهر الأخيرة من وتيرة اتصالاتها الدبلوماسية مع حركة طالبان تحسبا لاحتمال أن تصبح قوة سياسية رئيسية في أفغانستان، لكن ما حدث فاق التوقعات، حيث سيطرت على البلاد بشكل كامل وغيّرت المشهد الجيوسياسي في المنطقة.

أما مغادرة الرئيس الأفغاني، أشرف غني، للبلاد بالسرعة التي غادرها بها فقد خلفت سخطا كبيرا، حيث انتفض عليه بسببها القائم بأعمال وزير الدفاع بأفغانستان، الجنرال بسم الله محمدي، عبر تغريدة تويترية كتبها بالفارسية، ووجه له فيها، كما لمسؤولين غادروا معه البلاد، انتقاداً لاذعاً، واعتبر أنه “أسرنا وقيد أيدينا وباع الوطن” بحسب تعبيره، الشيء نفسه، فعله رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغاني، عبد الله عبد الله، بتصريح وصف فيه الرئيس بأنه سابق، وذكر أن غني “وضع الشعب والبلاد في هذا الوضع السيئ، سيحاسبه الله وشعب أفغانستان أيضاً” كما قال.

التعليقات مغلقة.