في الحاجة إلى انتفاضة شبابية.

يمور عالمنا اليوم من أقصاه إلى أقصاه بمشاكل وصراعات طائفية ودينية وإيديولوجية وثقافية واقتصادية، جعلت حياة الإنسانية في وضع صعب وشاق لا يحتمل.
وإذا كانت الإنتفاضات الشبابية بعد الحرب العالمية الثانية قد حققت مكتسبات جليلة، كانتفاضة الشباب الفرنسي سنة 1968 والشباب الأمريكي ذي الأصول الإفريقية مع “مارثن لوثر كينغ” و”مالكوم إكس” للمطالبة بالحقوق المدنية، وحركات “الهيبيزم” في الغرب، والتي فتحت مجالا واسعا للفكر الحر وثقافة الإنفتاح والتغيير السلمي نحو الأفضل، فإن هذه المكتسبات قد تم تحريفها والإلتفاف عليها مع عودة التسلط والحروب والسيطرة على الشعوب المستضعفة من طرف تجار الحروب والأزمات، واستشراء الإستغلال والعنصرية التي تمارسها للأسف الدول العظمى في العالم وتفرضها على غيرها من بقية البلدان.
وقد بشر الربيع العربي منذ بداية العقد الأخير بتحرك شبابي في جل دول العالم، هذا الشباب أدرك بأن عالم اليوم تسوده الفوضى والتسلط وغياب القانون، مما ستكون له عواقب وخيمة على مستقبل الشعوب في كل دول العالم، لا تستثني أحدا سواء في الدول المتقدمة أو النامية.
وما يشهده عالمنا اليوم من كثرة الحروب والعمليات الإرهابية، هو بداية لوعي شعوب العالم بأهمية التعايش السلمي ونبذ الإقصاء والتهميش، مما سيدفعها للمطالبة بحقها في الأمن والتنمية والحرية والعدل، ماسيفرض على الممسكين بزمام الأمور الإستماع إلى صوت الشعوب، وكلما تأخرت الإستجابة ازداد تشبت المواطنين بحقهم في السلم والأمن، ولن تستطيع أية قوة الوقوف في وجه حركة المجتمعات خاصة إذا ما اتحدت وتضامنت فيما بينها، وهذا ما تتيحه العولمة في شقها الإيجابي أي عولمة الحرية والكرامة والعدل..
وإن غدا لناظره قريب…

التعليقات مغلقة.