ما هو السر المشترك بين هؤلاء ؟

قادة دول ، مدراء تنفيذيون ، مبتكرون ، رجال أعمال و رؤساء مؤسسات عالمية .. ما العامل ‘الخفي’ الذي يجمع هؤلاء ؟ و لماذا ؟
انه ببساطة المرض !


يعاني الاشخاص في الصورة ادناه من احدى انواع الاضطراب النفسي / العقلي ، اضافة الى خلل جيني و ربما تشوه في الدماغ..
انهم مجموعة من السيكوباتيين ..
الفرد السيكوباتي باختصار هو شخص جذاب ، ذو كاريزما عالية و ذكاء بين المتوسط و المرتفع ، يستخدم المراوغة و الاستبزاز و الترهيب للحصول على مراده. متحدث بارع ، يستطيع اقناع الحشود باكثر الافكار جنونا و تطرفا .. لا يتوانى في استخدام اقذر الاساليب لتحقيق هدفه.. يتمتع غالبا بمظهر جميل.
هي صفات تتقاطع في تكوين الشخصيات السياسية و الاقتصادية الاشهر في التاريخ .. لكن ! .. يشارك الزعماء صفاتهم السيكوباتية أشخاص من نوع آخر .. انهم المجرمون ، المغتصبون و القتلة المتسلسلون ..
كيف لستيف جوبز ان يتقاسم نفس الاضطرابات النفسية مع تشارلز مانسون مثلا ؟! ..
الجواب يقدمه العلم ..
طرح مجموعة من علماء النفس و الاعصاب السؤال التالي: من أين أتى السلوك العنيف ؟ من المسؤول عن جرائم القتل و الاغتصاب ؟
للاجابة عن هذا السؤال ، قطع العلماء مرحلتين ، النتيجة الاولية كانت مفاجئة ، اذ لوحظت تشوهات متطابقة بين اشكال ادمغة مجموعة من المجرمين.. تشوهات تتمركز في المنطقة الامامية من الدماغ ، و هي المنطقة المسؤولة عن العاطفة و التفاعل الاجتماعي ..
النتيجة الثانية كانت نقصا واضحا في جين Monoamine oxidase A المعروف باختصار باسم MAO-A .. هذا الجين العجيب يؤدي ضعفه عند بعض الاشخاص الى تطور سلوكات عدوانية عنيفة و ميولات اجرامية ، اضافة الى نقص حاد في مهارات التواصل الانساني او الاحساس بالتضامن او التعاطف او الحزن او اي مشاعر حنان او عطف تجاه الاخرين ..
اطلق العلماء على هذا الجين اسم ‘ الجين المحارب’ The warrior gene ..
لكن هل يكفي ان تمتلك الجين المحارب و بعض التشوهات في الدماغ لتكون قاتلا او مغتصبا ؟! .. طبعا لا !
يؤكد العلماء ان الخلطة السحرية للقاتل تستدعي ثلاثة عناصر رئيسية: تشوهات معينة بالدماغ ، امتلاك الجين المحارب ، اضافة الى طفولة بائسة يتعرض فيها الشخص للاغتصاب او التعذيب او يشاهد مقتل والديه او احد اقربائه..
اذن ماذا يحل بملايين الاشخاص حول العالم ممن يملكون جينا محاربا و تشوهات دماغية لكنهم عاشوا طفولة سعيدة مستقرة ؟! . .
يتحول هؤلاء ببساطة لاشخاص سايكوباتيين يمارسون عنفا لفظيا او جسديا او معنويا .. اشخاص يسيطرون على محيطهم .. قد يكون أبا قاسيا ، او أما متسلطة او زوجا مستفزا او مديرا متلاعبا ..
لكن مجموعة معينة من السيكوباتيين يتسلقون بفضل شخصياتهم المراوغة سلم المجد العالمي .. كالاشخاص في الصورة ادناه .. يقال ان السيكوباتيين ليسوا طفرة طبيعية مزعجة ، بل انهم ضرورة انسانية ملحة ! لولاهم لما عرفت البشرية اشرارا عظماء قادوا حروبا و اقاموا حضارات ، لولا السيكوباتية لما بجلنا ستيف جوبز رغم كونه آلة رأسمالية متوحشة .. لولا الجين المحارب لما كان نابليون بونابرت او سليمان القانوني او رمسيس الثاني !

التعليقات مغلقة.