المغرب وإسرائيل: توقيع مذكرة تفاهم في مجال صناعة الطيران

آش واقع تيفي 

تم اليوم الأربعاء بالرباط، توقيع مذكرة تفاهم في قطاع صناعة الطيران بين المغرب وشركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية.

وتأتي هذه المذكرة، التي وقعها وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، ورئيس مجلس إدارة شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية، عمير بيرتز، تفعيلا للتصريح المشترك بين المغرب وإسرائيل الموقع بتاريخ 22 دجنبر 2020 بالرباط، والذي أعرب فيه البلدان عن رغبتهما في تحفيز تعاون اقتصادي ثنائي فعال ومبتكر، ولا سيما في ميداني الاستثمار والتكنولوجيا.

وفي إطار هذه الشراكة، حدد المغرب وشركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية فرصا استثمارية تهم أساسا الطباعة ثلاثية الأبعاد، وتصنيع التصميمات الداخلية لمقصورات الطائرات وأجزاء المحركات وهياكل الطائرات، فضلا عن إحداث مركز للبحث والتطوير والهندسة وتطوير نسيج من الموردين المحليين من خلال إبرام شراكات التزود مع شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية.

ووقعت مذكرة التفاهم هذه، عن الجانب المغربي، وزارة الصناعة والتجارة، والوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالاستثمار والإلتقائية وتقييم السياسات العمومية، وعن الجانب الإسرائيلي، شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية، ممثلة من طرف رئيس مجلس إدارتها السيد عمير بيرتز والرئيس المدير العام لهذه الشركة بوعز ليفي.

وصرح مزور بهذه المناسبة أن “الشراكة التي نوطد اليوم أسسها هي استراتيجية بالنسبة لكلا البلدين”، وهي تفتح سبل تعاون صناعي مربح للطرفين في مجال صناعة الطيران.

وأضاف أن هذه الشراكة تستفيد في آن واحد، من الخبرة الواسعة التي راكمتها شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية في قطاع الطيران ومن القدرات التكنولوجية لمنصة الطيران المغربية ومكانتها كوسيط تنموي لتطوير الاستثمار في تخصصات صناعية متقدمة وخدمات الطيران.

وأكد في هذا الصدد أن هذا الاتفاق يستجيب للأولويات الوطنية الرامية بالخصوص إلى تحفيز التكوين المتقدم وإحداث مناصب الشغل، وتطوير التصنيع المحلي، علاوة على البحث والتطوير والابتكار.

من جانبه، أبرز بيرتز أن “بروتوكول الاتفاق يشكل خطوة إضافية على درب تأسيس شراكة جديدة بين شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية وصناعات الطيران والفضاء بالمغرب، مضيفا “إني على علم تام بالإمكانات المذهلة التي يتوفر عليها المغرب، وليست هذه إلا البداية. وسنتمكن سويا، من إحداث فرق مشتركة ستحول رؤيتنا إلى أرض الواقع”.

وقال “اليوم، تغمرني السعادة لأن بلدي إسرائيل يقترب من البلد الذي ولدت فيه، وهو المغرب. وإني لأفخر بكون البلدين اللذين يشكلان هويتي يتقدمان معا بخطى حثيثة نحو مستقبل أفضل” مؤكدا أنه “انسجاما مع قيمنا المشتركة، ستستمر الصداقة بين بلدينا مسيرة نموها بقدر ما سنغتنم المزيد من أشكال التعاون والفرص”.

ومن جانبه، قال ليفي إن اتفاق التعاون الموقع بين شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية والمغرب هو تجسيد آخر للشراكة الراسخة الجذور بين البلدين، ومن شأنه الإسهام في تشجيع مشاريع مشتركة وتجارية في مجال صناعة الطيران.

وأبرز أنه “في إطار استراتيجيتها، تقوم شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية بتوسيع نطاق أنشطتها ليشمل أسواق جديدة. وهي تقدم حلولا تكنولوجية متقدمة لزبنائها في مختلف أنحاء المعمور”، مضيفا “نعرب عن غبطتنا التامة لتوقيع هذا الاتفاق، ونعتقد جازمين بأن الأمر يتعلق بشراكة ستسفر عن تطوير مشاريع مشتركة جديدة وستساهم في تقدم صناعة الطيران العالمية”.

وخلال إقامته بالمغرب، زار وفد شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية، يوم الثلاثاء، قطب الطيران بالنواصر للوقوف على منجزات صناعة الطيران المغربية والتعرف على ارتقاءها النوعي على مستوى الكفاءات، وإمكانات ومؤهلات الاستثمار بالمغرب في هذا القطاع، فضلا عن القدرة على التنمية المحلية في مجال صيانة وتحويل الطائرات.

وخلال هذه الزيارة، زار الوفد الإسرائيلي أيضا معهد مهن الطيران حيث عاين عن قرب كفاءة وتقنية المواهب المغربية.

وتعتبر شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية، التي تأسست سنة 1953، أحد أكبر المشغلين في المجال التكنولوجي بإسرائيل بمكاتب ومراكز للبحث والتطوير بإسرائيل والخارج. وهي مقاولة تعمل في مجال الطيران والفضاء والدفاع من الطراز العالمي، وتبتكر وتقدم تكنولوجيات متطورة في ميادين الأمن الفضائي والجوي والبري والبحري والسيبراني والداخلي لفائدة أسواق الدفاع والأسواق التجارية.

ومن خلال الجمع بين روح الابتكار لمقاولات الناشئة “Start-up Nation” وعقود من الخبرة الميدانية على أرض الواقع، فالشركة توفر لزبنائها حلولا متقدمة – بحسب المقاس – للتحديات الفريدة التي يواجهونها، وبالخصوص ما يتعلق بالأقمار الاصطناعية والطائرات بدون ربان والصواريخ والحلول الاستخباراتية، وأنظمة الأسلحة وأنظمة الدفاع الجوي والأنظمة الربوتية والرادارات وطائرات رجال الأعمال وهياكل الطائرات.

التعليقات مغلقة.