قصة طالب بسطات يتحدى الإعاقة في سبيل البحث العلمي ..

بين جدران الغرفة 115 جناح ” ف ” بالحي الجامعي سطات يقطن الطالب المسمى ” محمد ليتوسي ” من مواليد الرابع نونبر ألف و تسع مائة و إثنين و تسعين ، مسقط رأسه مدينة ولاد تايمة ” التي تبعد عن غزالة سوس ” أكادير ” بأربع و أربعين كلمترا تقريبا …
حطت كاميرا ” سطات بريس ميديا ” ليلة السبت الماضي رحالها بغرفة محمد للتقرب منه أكثر فأكثر و رسم صورة إلى العامة من خلال رسالة مفادها أن ” الإعاقة لا يمكن أن تكبح الطموح … “
 درس ” محمد ليتوسي ” تعليمه الإبتدائي بمجموعة مدارس الحريشة في الفترة الممتدة من ( 1999_2005 ) ، و إستكمل دراسته الاعدادية و الثانوية بمدرسة الانبعاث ، تخصص علوم الحياة و الارض و التي حصل فيها على شهادة الباكالوريا سنة 2011 بنقطة 16/20 ، تم باكالوريا حرة أولى و ثانية سنتي 2013 و 2014 في مسلك العلوم الفيزيائية …
 بعد الحصول على شواهد الباكالوريا بنقط ممتازة كان يرغب محمد في إستكمال الدراسة بإحدى كليات العلوم و التقنيات بالمغرب ، فكان له ما أراد حيث إتجه صوب عاصمة النخيل ، لكن الظروف المادية حالت دون أن يكمل دراسته بها ليضع محفظته فوق كتفه و بكرسيه المتحرك عاد صوب أكادير مسجلا بكلية التكنولوجيا تخصص ” معلوميات ” ، درس لمدة سنتين بعدها حط رحاله بالعاصمة الاقتصادية للمملكة ” الدار البيضاء ” حاصلا بها على إجازة في المعلوميات بنقطة 15/20 …
 و عانى كثيرا ليتوسي من الدرج في الكلية خصوص و كرسيه المتحرك الذي يتنقل به و الذي كسر ذات يوم في الطابق الثالث ، و هو أمر ألم كثيرا الطالب من ذوي الإحتياجات الخاصة …
و في نقاش مطول قمت بطرح عدد من الأسئلة التي إستقبلها الطالب بصدر رحب و منها :
* ما علاقتك بكلية العلوم و التقنيات سطات ؟
لقد وضعت قدمي بكلية العلوم و التقنيات بسطات في السادس من شهر غشت المنصرم من أجل التسجيل بسلك الماستر ، حيث حققت المراد و نجحت في الامتحان لأصبح و أخيرا طالبا بكلية العلوم سطات تخصص معلوميات ، لكني واجهت صعوبات كثيرة خصوصا مسألة التنقل على كرسي متحرك و عائق الدرج الشبه الذي يرافقني طيلة مسيرتي كطالب و كاد أن يعيق مسيرتي ، و رغم وعود العميد إلا أنني لم أرى شيئا لما يقرب الأربعة أشهر تقريبا …
 *كيف و متى بدأت إعاقتك ؟
عندما كنت تلميذا في السنة الاولى من التعليم الثانوي ذات أسبوع في سنة2009 أصبحت أحس بتعب شديد و إرهاق و خيانة الجسد … لأصبح مشلل الرجلين لا أستطيع الوقوف ، بدأت بإستعمال كرسي كهربائي متحرك ، و قد عانيت كثيرا من نظرة المجتمع لي بطريقة حقيرة أثرت في نفسيتي ، في غياب تام للمساواة كما عانيت كثيرا من العذاب اليومي و الحاجة للمساعدة ،دون إغفال أزمات شديدة في الصدر و القلب و الرئة و برودة الارجل …
 * كيف تعيش حياتك بالحي الجامعي سطات ؟
صراحة لم أتوقع يوما أني سأعيش حياة جديدة مليئة بالأحداث و أني سأتعرف على خيرة الرجال بالموقع الجامعي لسطات و من بينهم ( خ.م و م.س ….. ) ، كما أني لاحظت أن إدارة الحي الجامعي متعاطفة من جهة و لكن من جهة أخرى لا عمل يظهر على أرض الواقع ….
 * ما هو حلمك ؟
حلمي كحلم كل إنسان هو أن أسير في خط تصاعدي و أن أكون في منصب كبير أو أستاذ جامعي إن شاء الله ، و لما لا رئيس حكومة و أساعد المحتاجين أو أي منصب من أجل التغيير …
 * رسالتك ؟
” الإعاقة معمرها كانت معيق أو حاجز للوصول إلى غاية أو هدف معين ، فالإنسان ما دام مؤمنا بالخالق جل و علا و متوكلا عليه فلا بد أن يصل إلى مبتغاه يوما …
و بهذه الرسالة أنهينا حوارا صحفيا شيقا مع شاب تحدث بقرحة عن حياة صعبة مر بها منذ سنوات و يستمر في مساره العلمي طالبا باحثا طامحا للمزيد في إنتظار قصة أخرى من المركب الجامعي سطات …

ياسين الحسناوي – سطات بريس

التعليقات مغلقة.