ساكنة “ولاد سلمان” تحت رحمة المحطة الحرارية بآسفي “SAFIEC” .. تلوث بيئي خطير وفلاحة ومواشي في خبر كان (+فيديو)

 

آش واقع تيفي 

تعاني ساكنة “ولاد سلمان” ضواحي آسفي، من كارثة بيئية حقيقية، جراء الإنبعاثات الكربونية التي تخلفها محطة توليد الطاقة بآسفي، المعروفة اختصاراً بـ “SAFIEC”، تلوث بيئي خطير يفتك بالساكنة، وفلاحة ومواشي في خبر كان.

على بعد أمتار قليلة من محطة توليد الطاقة بآسفي “SAFIEC”، تقع قرية صغيرة  بتراب جماعة “ولاد سلمان”، لايمكن أن نحكي حجم المصيبة البيئية التي تعاني منها ساكنة هذه الجماعة كما يحكيها هم، لكننا حاولنا نقل الصورة عبر الفيديو وتصريحات الساكنة، كارثة بيئية وإنسانية بكل المقايس، لا يعرفها ولا يتجرع  مرارتها الا سكان المنطقة.

في هذا الصدد، وبعد أن خاب أملها من الترقب وانتظار الحلول، صرحت سيدة تسكن بجوار المصنع، لمنبر آش واقع تيفي، بحجم معاناتها، هي وجيرانها مع مخلفات الفحم التي تنبعث من هذه الشركة في الهواء، تحكي محدثتنا أن الوضع بات خطيرا جدا ولا يحتمل، وأن الساكنة أصبحت تتنفس غبار الفحم والكربون عوض الأوكسيجين، خصوصا بالليل، جراء حرق المعامل للفحم الحجري في هذا التوقيت، حيث يتصاعد دخان أسود كثيف “حموم” يزيد من حلكة الظلام، يسبب الاختناق ويحجب الرؤيا، كما يلطخ كل الأشياء، رغم إغلاق الأبواب والنوافذ يخترق هذا الغبار الأسود المنازل والأسطح والملابس وكل شيء، حتى الأفواه والعيون والرئة، لا يترك شيئا الا ويخترقه، يسبب حساسيات وأمراض تنفسية وجلدية حادة، لا يملكون حتى ثمن علاجها، تضيف بحرقة “تعبنا من هذا الوضع” “ولينا عايشين عيشة حارة عايشين وسط الحموم”، هذا من جهة، من جهة ثانية، ولا تقل مرارة، هو تأثير هذا الدخان المتصاعد من المصنع على الفلاحة وتربية المواشي والصيد البحري، أهم الموارد الأساسية التي كان يسترزق منها السكان قبل سنة 2018، أي قبل تأسيس الشركة، انقطعت هذه المصادر للرزق عن الساكنة، فلم تعد الأراضي صالحة للزراعة مثل السابق، ولا المواشي استطاعت مقاومة الدخان الأسود، الذي تتنفسه، وتقتاته مع العشب الأخضر، بل وحتى الأسماك في البحر تضررت من هذا الدخان، ولم تعد صالحة أو موجودة بالأساس، تقول السيدة أنها باعت آخر بقرة كانت تحلبها كي لا تموت اختناقا جراء “الحموم”.

تطرح قضية التلوث هاته مسألة احترام شركة “سافييك ” لالتزاماتها البيئية والاجتماعية التي وعدت بها منذ تأسيسها أو منذ إعطاء الانطلاقة الأولى سنة 2015، حين اعتبرت محطة آسفي أول محطة للطاقة الحرارية فائقة الحرارة في إفريقيا، وبكونها تتميز بنجاعة طاقية أكبر وبميزات بيئية مقارنة بالمحطات التقليدية التي تعمل بالفحم، خاصة فيما يتعلق بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، لكن الأمر يختلف أو ينعكس على أرض الواقع، فالأوضاع الصحية والاجتماعية والبيئية والاقتصادية للدوار، في تدهور منذ إنشاء هذه المحطة، آنذاك كان يعيش أغلب السكان في موقع “بانورامي” جميل يمزج بين إطلالة الشاطئ والطبيعة، ويسترزقون من خيراتها، اليوم، وضع سوداوي قاتم، بلون الفحم، يعيشه أهل الدوار، لا هواء نظيف، لا فلاحة، لا مواشي، ولا صيد، اللهم بعض القفف “الرمضانية” و”المعونات الموسمية” التي لا تسمن ولا تغني عن جوع، محاصرين “بالكاربون” بحرا، جوا وبرا، وليس لديهم أي بديل آخر، أو وجهة أخرى يرحلون اليها.

في هذا الإطار، وبسبب هذه المعاناة، توجهت محدثتنا والساكنة، عبر منبر آش واقع تيفي، بطلبها من الجهات المعنية، بايجاد حل في القريب العاجل لهذا الوضع المأساوي، أو بدائل أوأي تعويضات تمكنهم من العيش بكرامة، بعيدا عن أي تلوث بيئي  يقض مضجعهم، ومن باب إعطاء حق الرد للطرف الآخر في الموضوع، ونقصد هنا الشركة المعنية، شركة توليد الطاقة الحرارية بآسفي، “SAFIEC”، ربطنا الاتصال بها، لكن كان هناك تهرب فور العلم بأننا صحافة، لم نيأس وعاودنا الاتصال لاحقا، الا أننا لم نتلق أي رد، وددنا معرفة حيثيات هذه المشاكل التي تعاني منها الساكنة بسبب الشركة المذكورة، والحلول أو البدائل التي تقترحها لكن دون جدوى.

التعليقات مغلقة.