“فلوس العيد” أو “العيدية” عند المغاربة.. بين العادة الاجتماعية والدين الاسلامي

آش واقع تيفي/ بشرى العمراني

ارتبطت فرحة العيد في المغرب ودول العالم الاسلامي، بالعديد من الطقوس السنوية التي تدخل البهجة على قلوب الصغار والكبار، كإعداد الحلويات المنزلية، وشراء ملابس جديدة، وتقديم “فلوس العيد” تعتبر من أبرز هذه الطقوس والعادات، يسميها أهل الشرق بـ”العيدية” من كلمة العيد، و”فلوس العيد”، كما نسميها بالمغرب، هي عادة ارتبط اسمها بالعيد، على غرار العديد من الدول الإسلامية، دأب المغاربة عليها منذ سنين، وترجع أصولها الى قرون قديمة، في الغالب تكون عبارة عن نقود تقدم للصغار لتدخل عليهم فرحة العيد، كل حسب استطاعته ومستواه الاجتماعي، تعزز من فرحتهم بالملابس الجديدة وباقي مظاهر البهجة والسرور احتفاء بفطر، بعد صيام رمضان وإحياءه، على امتداد شهر.

“فلوس العيد” تعتبر من أبرز هذه الطقوس والعادات، يسميها أهل الشرق بـ”العيدية” من كلمة العيد، و”فلوس العيد”، كما نسميها بالمغرب

وتكون في الغالب عبارة عن نقود تهدى للأطفال في عيد الفطر المبارك، وأيضًا في عيد الأضحى المبارك، ينتظر الأطفال بشغف وفرح عودة الأب من صلاة العيد، حتى يمنحهم العيدية، بأوراق نقدية جديدة، مملوءة بالفرحة، لينفقوها  بحماسة في أي شيء في طريقهم، حلويات أو بالونات أو ألعاب أطفال أو مؤكولات موسمية، كما يمكنهم إذخارها للقادم من الأيام، ومع مرور الوقت لم تعد تقتصر “العيدية” على الأطفال فقط، بل حتى كبار السن، إذ يمكن لكبير العائلة أو الأب أو الزوج أن يهدي نقود العيد لمن أراد من شباب ونساء العائلة، وبالرغم من شمول العيدية أشكالا مختلفة من الهدايا والحلوى والملابس إلا أنها أصبحت تطلق تحديداً على المبلغ النقدي.

وبالرغم من شمول العيدية أشكالا مختلفة من الهدايا والحلوى والملابس إلا أنها أصبحت تطلق تحديداا على المبلغ النقدي

وعن أصل العيدية، وتاريخها، يقول المؤرخون أنها كانت أيام المماليك، تعرف باسم “الجامكية”، ومعناها المال المخصص للملابس وكانت تتراوح قيمتها حسب الراتب فكانت عبارة عن دنانير من الذهب للبعض، أو أخرى من الفضة للبعض الآخر، ثم تم تحريفها إلى العيدية، وكانت تقدم على طبق من الحلوى تتوسطه الدنانير للجنود والأمراء، وفي العهد العثماني أخذت العيدية أشكالا أخرى ولم تعد تقتصر على المال، واستمرت العادة لدى المسلمين حتى عصرنا في سائر البلدان العربية والمسلمة.

الأصل في العيدية هو الهدية والتهادي الذي حث عليه الدين الإسلامي والنبي صلى الله عليه وسلم، من باب التقارب والتآلف بين الناس في إطار الاستحباب وليست في اطار الواجب

راجت الكثير من الإداعاءات والمغالطات بكون العيدية بدعة، إلا أن أهل الفقه فندوها، وقالو بأن الأصل في العيدية هو الهدية والتهادي الذي حث عليه الدين الإسلامي والنبي صلى الله عليه وسلم، من باب التقارب والتآلف بين الناس في إطار الاستحباب وليست في اطار الواجب، و”أن إعطاء الصغار والكبار “العيدية” في الأعياد والمناسبات يستحب فعله في الإسلام، وذلك لإدخال الفرحة عليهم، كما أن العيدية سنة حسنة وليس بدعة، كما يردد بعض المتشددين”، وأنها مستحبة وليست واجبة على المقتدرين والميسورين مادياً، مؤكدين على أن العيدية مجرد عادة مستحبة، لكن أصل العيد الفرحة وأن يقوم الناس بصلة الرحم، وبالزيارة والتصافح فيما بينهم والدعاء لبعضهم من باب التآخي والتآزر.

التعليقات مغلقة.