عن سلطة الفايسبوك..

يمكن الحديث دون تردد عن انبثاق سلطة جديدة في مجتمعاتنا المعاصرة وهي سلطة الفايسبوك، تنضاف بل تتجاوز أحيانًا باقي السلطات التقليدية المتعارف عليها في الدول الحديثة وهي سلطة البرلمان والحكومة والقضاء وحتى الصحافة التقليدية.
وقد شهد المغرب في ظرف أسبوع واحد إسقاط قرارين متعسفين وغبيين، غباء من يقفون خلف إتخاذ هكذا قرارات، الأول يتعلق بإسقاط قرار منع المكالمات الصوتية والمرئية عبر تطبيقات الواتساب والسكايب والمسنجر.. وكأن القائمين على هذا القرار يعيشون في عصر ماقبل اختراع الأنترنت. أما القرار الثاني فيتعلق باعتقال الشاب عبد الرحيم المكراوي الذي عرف ب”فاضح الطريق المغشوشة” والذي أدى اعتقاله إلى موجة تضامن واسعة عبر شبكة الفايسبوك، انتهت بإطلاق سراحه.
لقد أصبحت شبكات مواقع التواصل الإجتماعي أهم من كل الأحزاب السياسية والنقابات المهنية والجمعيات الحقوقية، والتي لم يعد للشباب في العالم العربي ثقة في طرق اشتغالها، ولا حتى في القائمين عليها، لأنها أتبثت أكثر من مرة ضعفها وعدم فاعليتها، بل وحتى تسويغها لقرارات استبدادية، لمصالح ظرفية، ولتهافت أعضائها على التقرب من السلطة على حساب حقوق الشعوب وكرامتها.
لهذا لا غرابة في أن ترتبط ثورات الشعوب العربية، وينسب إنطلاق موجة الربيع العربي، إلى الفايسبوك، الذي وضع سلطة كبيرة في يد الشعوب العربية المقهورة، وخاصة فئة الشباب التي استغلت مواقع التواصل الاجتماعي كمنصة للجهر برأيها، والتنديد بكل أشكال القهر والكبت والتعسف، الذي تمارسه أنظمة حكم عربية رجعية واستبدادية ومختلفة، تتمنى لو أن الأنترنت لم يوجد في يوم من الأيام.

التعليقات مغلقة.