إقالة بنهيمة تذكرنا بالمثل المغربي طاحت البكرة كترو الجناوة

أش واقع ؟ | الجامعي محمد طه.

بعد ترأس الملك محمد السادس ليوم السبت بمدينة العيون مجلسا وزاريا، تمت خلاله المصادقة على مشروع قانون تنظيمي، ومشروع قانون، ومشروعي مرسومين تخص المجال العسكري، وعلى مقترحات تعيينات في مناصب عليا من السفراء الجدد و معها أتت لائحة بعزل بعض المسؤولين السامين بالمملكة الدين لعبو دورا كبيرا في مجالاتهم من بينهم الوزيرة مباركة بوعيدة ، وحسن ابو ايوب سفير المغرب في ايطاليا، وادريس البنهيمة المدير العام لشركة الخطوط الملكية المغربية.
كل هذا لا يدفعنا إلا طرح سؤال ما سبب عزل ادريس بنهيمة وتعويضه ب “عبد الحميد عدو” المحسوب على منير الماجيدي مدير الكتابة الخاصة للملك ومحسوب حتى على ياسر الزناكي المستشار الملكي. لنركز بشكل مجهري حول هذا الاسم بنهيمة. فهي عائلة ظلت تتداول المناصب الوزارية والحكومية منذ أزيد من نصف قرن، والد ادريس هو محمد بنهيمة الوزير الأول للحكومة المغربية بين 1967-1969 كما شغل من 1972 إلى 1973 والفترة من 1977 إلى 1979 منصب وزير للداخلية، وشغل أخوه
حينها وزيرا للخارجية وهو الغالي بنهيمة. وهم أبناء مدينة آسفي حاضرة المحيط التي لا طالما سطع نجم أبنائها في رفوف الكفاءات الوطنية و الدولية.
إدريس بنهيمة حاصل على دبلوم الهندسة من مدرسة البوليتكنيك بفرنسا، وشهادة من المدرسة الوطنية العليا للمعادن بباريس وقد التحق مباشرة بعد عودته من الدراسة بالمكتب الوطني للفوسفاط سنة 1978 كمهندس استغلال في منجم سيدي الضاوي ثم مديرا للاستغلال بمركز خريبكة
غادر مكتب الفوسفاط ليكون له مسارا في القطاع الخاص، فشغل منصب متصرف منتدب للشركة المغربية للأوكسجين التابعة لمجموعة (إير ليكيد)، لكن يبدو أنه لم يجد ذاته في القطاع الخاص ففضل العودة إلى ميزانية الدولة المريحة وتعويضاتها الكريمة، فالتحق ابتداء من مارس 1994 بالمكتب الوطني للكهرباء كمدير عام.
لم يطل انتظاره طويلا قبل أن يجمع منصبين كبيرين جدا وهما وزارة النقل والمديرية العامة للكهرباء سنة 1997 بل إنه جمع في منصب واحد أكثر من قطاع إذ كان يشغل وزيرا للنقل والملاحة التجارية والسياحة والطاقة والمعادن إلى غاية مارس1998 ، كما عين سنة 2001 واليا على جهة الدارالبيضاء.كما عين في 26 مارس 2003، مديرا عاما لوكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالات وأقاليم الشمال، قبل ان يحط الرحال على رأس الخطوط الملكية المغربية.
وقد اختير في عهد الراحل الحسن الثاني للقيام بعدة مهام منها ترؤسه للجنة ترشح المغرب لاحتضان نهائيات كأس العالم في كرة القدم برسم سنة 2006،وفي 14 ماي 2001 جدد الملك محمد السادس ثقته في السيد بنهيمة كرئيس للجنة الوطنية المكلفة بتقديم ترشيح المغرب لاحتضان نهائيات كأس العالم برسم سنة 2010.
كل هده التجارب تصنفه ضمن رجل المهمات الأولى و المواقف الصعبة فعند توليه لمنصب رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية الملكية المغربية ورئيسها التنفيذي بين 2006 -2016 عمل جاهدا على إخراج “لارام” من الظلمات إلى النور، وأدخلها إلى حلبة السباق لمنافسة أكبر شركات الطيران العالمية بمجهودات ذاتية وإمكانيات متواضعة.
فلم يكتب له الحضور لمشروع ظل يتفاوض من أجله لتنزيله على أرض الواقع ، ويتعلق الأمر يتفتح خط بين الداخلة ولاس بالماس واخر بين العيون ولاس بالماس.
ونعود هنا مرة أخرى لسبب إقالة هذه الشخصية التي أقل ما يقال عنها أنها تتميز بمعايير كفاءة دولية. وهنا نعود لبعض الفرضيات التي طفت على سطح الوجود من بينها كلب “مدام” الكتاني، الرئيس المدير العام لـ”التجاري وفا” الدي سبق لابنته أن قتلت شخصا بسيارتها دون أن تحاسب ، وآخرون تحدثوا عن أخنوش والكيروزين وعلاقتهم بسعر النفط، فيما تحدث البعض عن ضغوطات عائلة بنصالح خصوصا فيما يتعلق بملف شكرتهم لطيران. كل هده الفرضيات تحيلنا على كون ادريس كان وحيدا ضمن دوامة من الوبي الضاغط الدي لا يهمه إلى رعاية مصالحه الشخصية على مصلحة الوطن.
وفي تيار أخر يدعوا نشطاء فيسبوك يون إلى تأسيس حملة وطنية لدعم ادريس بنهيمة خصوصا لما طاله من اقصاء وتعسف ولم يكن ليصيبه شيء لو كان محسوبا على تيار معين أو لوبي يحميه.
ويبقى الحال بالمغرب “بلادي بلاد شكون نتا ماشي اش درتي، بلادي بلاد عرفتي شكون انا ولا هترتي”.

 

التعليقات مغلقة.