الجزء الأول.. مصائب “الجرف الاصفر” وتأثيرها على حياة الجديديّين

آش واقع

واش الناس تموت بالتلوث ؟

غير بعيد عن محيط المكتب الشريف للفوسفاط بمنطقة الجرف الأصفر، ينتشِر “الموت” كالنار على الهشيم في أحشاء ساكنة المناطق المجاورة الذي يعيشون مع التلوث ويعيش معهم.

ورغم اعتبار المدير العام للمكتب، مصطفى التراب، في حديث سابق، بإن ثروة مكتبه الكبرى ليست الفوسفاط بل العنصر البشري، إلا ان شهادات ساكنة دواوير “الحِزام” المحيط بالجرف الأصفر تكشِف كيف تحوّلت حياة مئات النساء والرجال والأطفال إلى جحيمٍ بسبب أمراض الجهاز التنفسي.

ورغم انتشار آوبئة خطيرة وضارّة بشكل خطير، في أجساد العاملين السابقين في معامل تصنيف الفوسفاط بالجرف الأصفر، وكذا ساكنة المحيط، إلا ان الدراسات الحديثة حول الأضرار التي تسبّبها هذه المصانع بقيت قليلة وشحيحة في المغرب لأسباب لا يعلمها إلا التراب ومحيطه.

وسبق ان كشفت منظمة السلام الأخضر والاتحاد النووي العالمي بإن الفوسفاط المغربي يحتوي على كميات مرتفعة من الكاديون واليورانيوم، وهذه المعدنين مسبّبين رئيسيّين لمرض السوطان والفشل الكلوي وأمراض العظام.

مركب الجرف الاصفر، وبعد تحليل عيناتٍ من المياه المصنّعة التي يتم تصريفها بالبحر من طرفه، حسب ما أثبتته دراسة سويسرية، تبيّن بإنه يتسبّب أيضا في التأثير على درجة تلوث الهواء.

ومقابِل ما كشفته التقارير الصادرة عن المؤسسات المهتمة بمجال البحث البيئي، لماذا يختار مسؤولو الجرف الأصفر الصمت وترك ساكنة “حزام البؤس” محيط به يواجهون الموت وحدهم ؟

 

 

التعليقات مغلقة.