الحادي والعشرون من مارس عِيد كُل الأمهات

في زمن كَثرت فيه الكراهية واللإنسانية، تجد الأمهات لا زلن يَحملن في قلوبهن فائض من الحُب والطيبة الذي إنعدم في البعض،فقد نَجدُ الحُب في مكان ما في هذا العالم، ولَكن غالبا مايكُون مُزيفا لا يَملكُ طَعمَهُ الحقيقي والمُقدس .

الحادي والعشرون من مارس، كان من نصيب أمي وأمهات العالم حيث لا يَمُر مُرورَ الكِرام دون أن نُبارك ونُجدد حُبنا وإخلاصنا لأمهاتنا، ولو بإتصال صغير يرسم البسمة على وجهها الطُفولي أو رسالة مزخرفة بعبارات حُب تُدخل الفَرحة على قلبها الصغير أو حتى هدية بسيطة تبقى خالدة في ذاكرتها للأبد .

وَحدها الأم تَعطي الحُب والحَنان دُون أن تنتظر المُقابل من فلذات أكبادها، تَبكي لأحزاننا وتفرح لأفراحنا وتعفو على تصرفاتنا الطفولية، فالجميل فيهن ذاكرتهن التي تنسى بسهولة كل كلمة جارحة صَدرت منا، فالتي صبرت وعانت طوال “تسع أشهر” وأنت داخل أحشائها، وربتك وسهرت معك لِأنْ أصبحت رَجُلاً يُعول عليه، فمن السهل عليها أن تسامحك عن زلات لسانك الدائمة معها .

أتَحسر على من يَرمي بأمه بدُورالمسنين دُون رحمة وشفقة، دون أن يَكُن لها الإحترام والتقدير، دون أن يَعي أن هذا العالم ينهج قانون يُسمى “كما تُدين تدان”، وأنه حتما سيُجَز به أبناءه في ذلك المكان كما فعل مع أمهُ، أتحسر عليهم وهم في بحث دائم عن النجاح الذي يَكمُن في رِضاها “سير الله يرضي عليك”، لَكن الجميل فيها عفوها وصفحها الدائم عنهم رغم ما إقترفوه من أفعال لا يغفرها القَدر .

وحدهُن الأمهات من تَصبرن عن الجوع والقهر والضرب من أجلنا، يُحاربن قسوة القدر من أجلنا، يفعلن المستحيل والممكن من أجل سعادتنا،فالأمهات هن الجميلات اللواتي كالورد في ساحة المَعركة، هن الشمع المضيء الذي لا ينطفئ، هن بسمة الحياة وبلسم الجروح،هن جارات قوس قزح وأغاني الفرح، بإختصار الأم هي الجنة والجنة هي أمي .

إمنحوهن الحُب والإهتمام، لا تدعو مشاغل الحياة تلهيكم عنهن، حاورهن بالتي هي أحسن، خصصوا لهم الوقت وإضحكوا معهن، فلن تعرفوا قيمتهن الحقيقية حتى تبتعدوا عليهن بمسافات كبيرة، أو يأخذوهن المَوت في رمشة عين .

التعليقات مغلقة.