عن تفجيرات بروكسيل..

أربكت التفجيرات الإرهابية التي وقعت صباح أمس وخلفت عشرات الضحايا بين قتيل وجريح، كل الدول الأوربية، خاصة أن هذه الأحداث الإجرامية جاءت مباشرة بعد كشف الأمن البلجيكي عن هوية أحد الإرهابيين والذي كان مبحوثا عنه منذ تفجيرات باريس شهر نونبر الماضي، خاصة وأن هذه أول مرة تتمكن قوات الأمن في دولة أوروبية، من الوصول إلى عنصر خطير نفذ عملية إرهابية وإلقاء القبض عليه حيا، مما سيكون له دور كبير في كشف خيوط هذه الشبكات الإرهابية ومن يقف خلفهم ويمدهم بالسلاح والمال والخطط.
وإذا عدنا إلى الخلية الإرهابية التي نفذت الهجوم على مجلة شارلي إيبدو، وقبلهم منفذوا تفجيرات محطة القطار في مدريد سنة 2004، فجميعهم قتلوا بطرق غامضة ومريبة، ولم تتمكن أجهزة الأمن من وضع اليد عليهم وهم أحياء، وكأن هناك جهات تحرص على التخلص منهم حتى لا يكشفوا أسرار هذه العمليات الإجرامية، ليتم تبنيها من طرف تنظيم داعش أو القاعدة، لإضفاء المزيد من الغموض على مثل هذه الأعمال القذرة.
إن المستهدف من هذه الأعمال ليس الدول الأوربية فحسب، بل يتم استهداف التعايش بين شعوب دول البحر الأبيض المتوسط من أوربيين وعرب وأتراك وأفارقة وآسيويين، وهذا الإستهداف تتحكم فيه الأنظمة الإستبدادية والعنصرية والإرهابية، التي تعمل على جعل العالم يعيش الفوضى والدمار، تقوده أمريكا وراعيتها إسرائيل، وتتقاسم فيه الأدوار مع باقي الأنظمة الإجرامية والديكتاتورية كروسيا والصين وإيران، ومنها كذلك الأنظمة العربية الإستبدادية في سوريا والعراق ومصر وباقي البلدان العربية الأخرى.
كل ذلك يشكل محكا تجتازه شعوب العالم، لكن إرادة المجتمع الدولي في الأمن والسلام والعيش المشترك، هي ما سيفشل خططهم ويحول دون السقوط في مستنقع الفوضى والإرهاب كما يشتهي أعداء البشرية والحضارة الإنسانية.

التعليقات مغلقة.