وزراء العدالة والتنمية:كيف كنتي وكيف وليتي؟

بين الماضي والحاضر تبدو عدة فروقات على وجه الصورة الحالية ازاء نظيرتها المنتمية لزمن مضى، فلتنظر للسادة في الصورة التي تظهر امامك؟ فهل ترى فرقا؟ الى جانب تقدمهم في السن؟

هل تغيرت مواقف البي جي دي كما تغيرت هيئاتهم؟

لا يشك احد في ان “النيو لوك” الذي خضع له عدد من اعضاء حزب المصباح والمشاركين في الحكومة كوزراء فاعلين ذوي حقائب ثقيلة، يعتبر جميلا واكثر اناقة وعصرية، لكن هذه الاناقة لا تعكس بالذات جمالا على مستوى المواقف، فتبدل عدد من التصريحات والمواقف، والتراجع في كثير من الوعود والالتزامات، لا يعكس بالضرورة شكلا جميلا او مقبولا على الاقل. فالتغيرات الجذرية في شكل ومواقف السيد بنكيران مثيرة للاهتمام، فمن بذل بلا ربطات عنق الى بذل بربطات انيقة وفاخرة، مصحوبة بنظارات ملكية، ومن اعتراض على مهرجان موازين وطقوس البيعة ومحاسبة اللصوص وحتى الامتعاض من الحكم الملكي، الى احترام للفن وتقديس للطقوس وعفو عمن سقط في الخطيئة. كما يشارك بنكيران في حفل التراجع عدد من الوجوه التي حاصرتها مواقفها القديمة فلم تجد بدا من خلعها. وهنا تأتي الخطة باء او ال”plan b” كما يقول الغرب، المتلخصة في محاربة التفاهات بدل الموبقات، فعندما فشلت وجوه في اتمام مشوارها على نفس الطريق، احتاجت للتعرج املا في الاستمرار. فليبتهل اذن كل من مكانه بالعودة العاجل للشاردين.

 

وجه البي جي دي الجميل لا يخفي جسده الشاحب 

ان جهود وزراء حكومة البي جي دي الكبيرة من اجل تحسين صورة المغرب هي جهود لا يمكن انكارها، فعمله على تزيين الصورة دون المضمون هو امر دأبوا عليه جميعا منذ توليهم مهام انقاذ هذه البلاد، فابتعاد عدد من وجوه العدالة والتنمية عن الملفات الضخمة التي كانت محور نضالهم وجهادهم ايام المعارضة، جعلهم يركزون الان على طي صفحة الطيش، والعمل على ملفات اجدى، معظمها متعلق “بتزويق الحالة” ووضع “العكار فوق الخنونة”.

ولعل اهم تجليات هذا المجهود المثمر، هو الشعبوية الجزئية التي يمارسها الوزراء، وتعتبر جزئية لانها تعني جانبا فقط من نمط حياتهم، فاعتمادهم للغة دارجة بسيطة في مخاطبة المواطن، واخذ صور لهم وهم ياكلون البيصارة ويجلسون على الرصيف، تجعلك تشعر بقربهم من حياتك اليومية، الا ان بذلهم الانيقة وسياراتهم الرسمية ومساكنهم وهدايا الجهات العليا الفاخمة لهم، تعيدك للعالم الواقعي.

شعبوية كلاص !!!

كلنا سمع عن فيلا الخلفي، وراى جلاليب الرميد التقليدية وسيارة باها الفخمة وبذلات الشوباني الانيقة، وربطات عنق ونظارات بنكيران الانيقة، ولأننا لا نحيط علما برواتب هؤلاء الوزراء فليس من الصائب ان ننتظر منهم ان يتبرعوا بجزء مما يفترض به ان يكون اجرا مرتفعا لتولي مهام الوزارة تأسيا بعدد رؤساء ووزراء الدول اثناء الازمات.

 

لا تعتبروه انتقادا ايديولوجيا للحكومة الملتحية، فالتبذير واستنزاف الدولة بسياراتها ومصالحها وامتيازاتها سمة كل من مروا على وزارات ومكاتب البلاد، الا ما رحم ربك، لكن الشعبوية الجزئية مستفزة، وتجعل الفقير محتقرا لمزاحمة الوزراء في بروتوكوله غير المبتذل.

ومن جهة اخرى فإن وزارء الاحزاب الاخرى، دأبوا على الابتعاد عن انتهاج حياة الناس والتلصق بها، وعهدناهم بعيدين، في كوكبهم النائي، حيث الشوكولا والخمر الرفيع و المساكن الفارهة والسيارات الفخمة، دون تمثل منهم لمظاهر الزهد او الشعبوية، فارضين على الامة واقع استلابهم للغنى وتركهم الفقر للمعترين من ابناء هذا البلد، فدأبوا على جمع ثرواتهم وودأبنا بكل خذلانية على صرف النظر وتقبل النهب.

شعبوية الذراع

كانت الشعبوية لتكون مقربة اكثر لقلوب المغاربة لوكانت بعيدا عن الجهاد اللساني، بتركيزها على الاقتراب من المواطن، وتخفيف ضغوط حياته، بانتهاج سياسات شجاعة غير متوارية او محدودة الاثر، وان كان سيزعج الوزراء ان انتقدنا ازدواجية شعبويتهن بأن يبرروا كل ماسبق بتغير الاحوال عند كل مأل فلهم كل الحق.

لكن تفاعل الشعب مع حزب الشعبوية “ولد البلاد” يقتضي وقوفا حقيقيا وملموسا على واقع التضامن الفعلي مع المواطن، تضامن غير لغوي وشفهي، بل تضامن يتخطى الكلمة والعاطفة الى حدود القرار والتنفيذ.

المصدر/برلمان.كوم

التعليقات مغلقة.