الداخلة : ندوة علمية حول دور علماء الصحراء في ترسيخ المذهب المالكي

ٱش واقع – متابعة

قارب المشاركون في ندوة علمية نظمها المجلسان العلميان المحليان لوادي الذهب وأوسرد، مؤخرا بالداخلة، الدور الذي يضطلع به علماء الصحراء المغربية في ترسيخ المذهب المالكي وامتداده.

وأجمع المتدخلون، خلال هذه الندوة المنظمة بتنسيق مع المندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية بالداخلة – وادي الذهب، تحت عنوان “عناية علماء الصحراء بالمذهب المالكي”، على أهمية الدور الذي يضطلع به علماء الصحراء لتعزيز الخصوصية المحلية في ما يتعلق بخدمة المذهب المالكي بالصحراء المغربية.

وفي هذا الصدد، قدم رئيس المجلس العلمي المحلي لوادي الذهب، محمد سالم الجيلاني، لمحة عن العلامة الشيخ محمد بن محمد سالم، المزداد في منطقة “تيرس” بالصحراء المغربية في عام 1206 هـ، باعتباره نموذجا للدور الذي اضطلع به علماء الصحراء في دعم وترسيخ المذهب المالكي وامتداده.

وأبرز السيد الجيلاني، في مداخلته، أن خدمة الشيخ محمد بن محمد سالم ومساهمته في العناية بالمذهب المالكي تتجلى، بالأساس، في تأليفه لكتاب “لوامع الدرر في هتك أستار المختصر”، الذي أصبح من أشمل موسوعات الفقه المالكي خلال العصر الحديث.

من جانبه، تطرق رئيس المجلس العلمي المحلي لأوسرد، محمد الجيلاني، إلى مظاهر تطبيق المذهب المالكي، من خلال تقريب أحكام المعاملات بين الناس في ما يقع بين الراعي وما يرعاه من مواشي تجاه المالك.

وأشار، في هذا الصدد، إلى نموذج (نظام الرعاة) لمؤلفه العلامة الشيخ محمد عثمان بن محمد مولود بن أغشممت المجلسي المتوفى عام 1285 هـ، الذي تناول فيه غوامض من فقه المعاملات على هيئة نوازل، لاسيما عند وقوع خلاف بين رعاة المواشي وملاكها في الإتلاف والغرر والتفريط والإعارة، مما حدى ببعض الفقهاء بالمنطقة إلى وضع ضوابط منهجية وفق المذهب المالكي.

من جهته، تطرق عضو المجلس العلمي المحلي لأوسرد، أحمد حران، إلى عل مين بارزين من علماء أهل الصحراء الذين خدموا المذهب المالكي في القرن الثالث عشر الهجري، وهما الشيخ عبد القادر بن محمد بن محمد سالم المجلسي الذي قام بشرح مختصر الشيخ خليل بن إسحاق المالكي، ثم الشيخ محمد المامي وهو عالم كبير له إسهامات جليلة في مجال ترسيخ المذهب المالكي.

وبدوره، أبرز أيوب نوصير، وهو إمام مرشد بالمندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية بالداخلة – وادي الذهب، الدور الريادي لعلماء الصحراء في خدمة الفقه المالكي، ممن نذروا أوقاتهم وأنفسهم وجهودهم للدفاع عن الفقه المالكي وخدمته، مشيرا إلى أن ذلك يظهر جليا من خلال تصانيفهم ومؤلفاتهم في هذا الموضوع وخدمته من مختلف الجوانب الفقهية كالنوازل والفتوى وغيرها.

وأضاف السيد نوصير أن مدينة الداخلة تضم مجموعة من الخزانات الزاخرة بمجموعة من المؤلفات والمخطوطات النفيسة التي خلفها فقهاء الصحراء المغربية وعلماؤها، من بينها مكتبة “الشيخ محمد سالم الجيلاني”، ومكتبة “الشيخ محمد عبد القادر حيبلتي”، ومركز “عبد القادر الجيلاني”.

التعليقات مغلقة.