بالتفاصيل ومن مصدر رسمي هذا ما اعترف به سفاح زاوية سايس

……………………………………………………………………………………
في البداية لا بد من الإشارة إلى أن كل ما نشر بالمنابر الإعلامية جاء على لسان شهود و لكن ما سننشره جاء في تصريحات عبد العالي الجاني المفترض خلال التحقيق معه من طرف المركز القضائي للدرك الملكي بالجديدة وخلال تقديمه أمام النيابة العامة .
………………………………………………….
الزمان : السبت 23 أبريل 2016 على الساعة الثانية عشر تقريبا سقوط أول ضحية والساعة الواحدة بعد الزوال سقوط الضحية العاشرة و الساعة الرابعة عصرا إعتقال الجاني .
المكان : دوار القدامرة بتراب جماعة زاوية سايس قيادة سبت سايس دائرة سيدي اسماعيل .
الجاني : عبد العالي متزوج منذ خمسة عشر سنة و أب لأربعة بنات سنهم على التوالي 3 ، 5 ، 8 و 9 سنوات
العمل : سبق له أن كان مؤذنا بمسجد الدوار قبل أن ينقطع عن الصلاة ويصبح مدمنا على الكيف و يعمل أيضا فلاحا .
الحالة الصحية : سبق أن تم عرضه على أخصائي نفساني بمراكش خلال التسعينات حيث وصف له أن يستعمل بعض المهدئات إلا أنه لم يكترث ولم يستعملها وكانت تظهر عليه بين الفينة حالات اضطرابات نفسية دون أن تجعله يعتدي على أحد باستثناء زوجته التي صرح للمحققين أنه ضربها مرتين لأسباب عادية تحصل بين الأزواج .وبخصوص تصريحات البعض بأنه قام بتقطيع كناش الحالة المدنية فقد أكد أنها سقطت في “المطفية” وبعد استرجاعها كانت مبلولة وتفتتت أوراقها . أما بخصوص الكلب الذي قتله قبل وقوع الجريمة بمدة ليست بالطويلة فقد جاء في تصريحه أنه كلب أهل الكهف وحسب القرآن الكريم فإنه ميت لذلك قتله .
الخيانة الزوجية هي السبب وراء إقدامه على قتل زوجته : أكد عبد العالي للمحققين أنه كان فعلا يشك في أنها كانت تخونه دون أن يتبث قط أنه عاين أو تم تبليغه بذلك ليبقى الأمر مجرد شكوك لكنه في المقابل صرح للمحققين أن روحا ربانية كانت تكلمه بين الفينة والأخرى لتخبره بالغيب ومنها أن زوجته تخونه حيث لم يتحدث عما تناولته بعض المنابر الإعلامية عن خيانتها مع أخيه الأصغر .
أدوات القتل : استعمل عبد العالي عصى حديدية وسكين من الحجم الكبير وليس سيفا كما تداولت ذلك منابر إعلامية .
…………………………………………………..
التفاصيل الكاملة للجريمة //
…………………………………..
أقدم عبد العالي المنحدر من دوار القدامرة جماعة زاوية سايس دائرة سيدي اسماعيل إقليم الجديدة على قتل عشرة أشخاص و إصابة آخرين يوم السبت 23 أبريل 2016 وبعد اعتقاله و التحقيق معه إعترف بالمنسوب إليه بكل تلقائية وبالتفاصيل و هذه القصة الكاملة للمجزرة :
استيقض عبد العالي في الصباح الباكر وتوجه نحو السوق الأسبوعي سبت سايس حيث باع أتان ( أنثى الحمار) ثم جلس بخيمة بيع الشاي ليستريح و يشرب كأس شاي قبل أن يذهب للتبضع قبل أن يعود إلى المنزل بالدوار .
الضحية الأولى الزوجة ( 35 سنة ) :
فحسب تصريحه توصل بخبر خيانة زوجته له من طرف إحدى الأرواح التي ألف أن يتلقى منها بعض المعلومات بخصوص الناس الذين يتعامل معهم لم يتمالك أعصابه ودون أن يكون لديه أي دليل على خيانة زوجته ( 35 سنة ) له بعد خمسة عشر سنة من الزواج حيث أنجب منها أربعة بنات تبلغن من العمر على التوالي 3 و 5 و 8 ثم 9 . هذا الخبر الغيبي دفع به ولسبب تافه إلى مباغثتها ومحاولة خنقها بواسطة عصا حديدية ضغط بها على مستوى عنقها . هنا تدخلت الأم بعد سماعها صراخ زوجة ابنها وحاولت ثنيه على فعلته لكنه وجه إليها ضربة بواسطة نفس العصا على مستوى رأسها لتهرب نحو غرفة أخرى . أسدل بعدها عبد العالي سكينا من الحجم الكبير و أقدم على ذبحها من الوريد إلى الوريد وتركها مدرجة في دمائها قبل التوجه نحو أمه للتأكد مما إذا كانت فارقت الحياة أم لا .
الضحية الثانية أمه ( 72 سنة ) :
دخل على الأم بالغرفة المجاورة فوجدها تتألم من قوة الضربة لكنه وجه إليها ضربة ثانية بالعصا أردتها قتيلة في الحال تركها وخرج صوب غرفة والده ( حسب تصريحه فأمه من أهل النار كونها كانت تدافع عن زوجته “الخائنة” ) .
الضحية الثالثة والده ( 83 سنة ) :
دخل على والده الغرفة وبدون أية مقدمات باغثه بثلاثة ضربات بواسطة العصا الحديدية على مستوى رأسه عجلت بوفاته ( حسب تصريحه فوالده من أهل الجنة وهو ميت ميت هي فقط مسألة وقت لذا عجل في إرساله إلى الجنة ) .
الضحية الرابعة حماته ( 72 سنة ) :
بعد تصفية والده وبينما كان يهم بمغادرة المنزل كانت حماته قد دخلت المنزل واكتشفت جثة ابنتها مدرجة في دمائها وقبل أن يتعالى صراخها سدد لها ضربة بواسطة العصا الحديدية فارقت على إثرها الحياة على الفور ليخرج من المنزل ويقف قبل أن يتذكر بناته اللتي كن نائمات في إحدى الغرف أخدهن إلى غرفته و أحكم إغلاق الباب عليهن قبل مغادرة المنزل مشتت التفكير ومدركا أنه ارتكب حماقة لن ينجو من العقاب بسببها لكن هيهات ينفع الندم .
الضحية الخامسة الجارة ( 46 سنة ) :
إستغل عبد العالي خلو الدوار من الساكنة التي كان جلها بالسوق حيث صادف الجارة وفي لمحة البصر تذكر نزاعا سابقا معها كونها رفضت السماح له بفتح نافذة بغرفته بسبب أنه يطل مباشرة على منزلها فضربها على مستوى رأسها بواسطة العصا على مستوى الرأس قبل أن يقوم بذبحها بعدما لم تمت جراء الضربة .
الضحية السادسة إبن خاله ( 54 سنة ) :
بعد قتل الجارة التي تركها هي الأخرى مدرجة في دمائها تمشى قليلا قبل أن يتوقف أمام منزل خاله حيث دخل ووجد ابن خاله و ابنة خاله و أمهما يقومون ب “تنقية القمح” حيث وبدون أية مقدمات ضرب ابن خاله على مستوى رأسه بواسطة العصا لتتدخل ابنة خاله و أمها من أجل تخليص المصاب قبل أن يسدل السكين ويقوم بطعنه على مستوى البطن قبل أن يستدير ويصيب ابنة خاله على مستوى خدها الأيمن لتفر تاركة وراءها أمها التي ضربها على مستوى رأسها بواسطة العصا . كان ابن خاله لم يمت بعد ليقوم بمعاودة طعنه وتركه مدرجا في دمائه .
الضحية السابعة زوجة خاله ( 79 سنة ) :
وبعد تأكده من أنه فارق الحياة لحق بزوجة خاله التي هربت خارج المنزل قبل أن تسقط على وجهها على بع خمسة أمتار من باب المنزل متأثرة بالضربة التي تلقتها فضربها من جديد بالعصا لتفارق الحياة لكنه لم يتمكن من العثور على ابنة خاله التي نجت من الموت بأعجوبة .
الضحية الثامنة زوجة أخيه :
بينما كان يبحث عن ابنة خاله وبعد وصوله إلى ساحة الدوار متنقلا بجانب جدران المنازل لمح زوجة أخيه عائدة إلى الدوار فتذكر أنها وحسب تصريحه للمحققين سبق أن راودته عن نفسها لكنه رفض ممارسة الرذيلة معها فهي إذن من أهل النار . لحق بها يتتبع خطواتها قبل أن تفطن له وتختبئ بين نبات الصبار لكنه استعمل الحيلة لإخراجها بأن أخد يرشق الحجارة في اتجاه معاكس و كأنه ابتعد لتقرر الخروج قبل أن تفاجأ به أمامها فقام بضربها بواسطة العصا على مستوى رأسها لتسقط أرضا فأسدل السكين وذبحها ثم عاد إلى باب المنزل فوقف شارد الذهن .
الضحية التاسعة الطالب إدريس ( 71 سنة ) :
بينما كان عبد العالي بباب المنزل إذا به يلمح الطالب ادريس حيث لم يتردد لحظة واحدة فتوجه نحوه و في لمحة البصر سدد له ضربتين قويتين بواسطة العصا على مستوى الرأس لدرجة أن جزء من مخه تطاير خارج الجمجمة ( وحسب تصريح عبد العالي فالطالب يحمل في صدره كتاب الله لكنه لا يصلي بالمسجد مع الجماعة ) .
الضحية العاشرة إبنة أخيه ( 17 سنة ) :
عاد عبد العالي إلى المنزل يفكر فيما جرى قبل أن يتذكر ابنة أخيه التي تتواجد ببيت والدها بعدما غادرت بيت الزوجية على إثر نزاع مع زوجها الذي يعتبره زوجا صالحا و أن ابنة أخيه هي المخطئة فصعد سطح المنزل وقفز من على السور الذي يفصل بين المنزل حيث يسكن وبيت أخيه . كانت ابنتا أخيه بالسطح لكن المعنية بالأمر هربت بعدما رأته يقفز من على السطح فهربت تاركة أختها القاصر التي طلب منها عبد العالي ممارسة الجنس معه رغم الحالة النفسية التي كان عليها وكأن شيئا لم يقع ، لكن ابنة أخيه رفضت وهربت إلى غرفة الضيوف قبل أن يلحق بها وتغلق عليها الباب لكنه تمكن من كسره والدخول عليها لتوفره على بنية جسمانية قوية اسدل السكين و شرع في تسديد العديد من الطعنات على مستوى صدرها وذراعيها لتسقط جثة هامدة ( وبخصوص ابنة أخيه فقد صرح أنه قتلها بسبب رفضها ممارسة الرذيلة معه وبالتالي فهي من أهل الجنة وكان ينبغي أن تموت طاهرة و عن استعماله السكين لقتلها عوض العصا فالسبب كان ضيق الغرفة ) .
إصابة عنصر الوقاية المدنية :
كان الخبر قد شاع وسط الدوار وتم إشعار قائد قيادة سايس بالجريمة حيث قام هذا الأخير بالإتصال برجال الدرك بمركز سيدي اسماعيل الذين حضروا لعين المكان بعد حوالي عشرين دقيقة حيث حضر أيضا عناصر الوقاية المدنية لمحاولة إسعاف أو نقل مصابين محتملين . وبمجرد وصول التعزيزات اقتحم أحد عناصر الوقاية المدنية المنزل لكن عبد العالي باغثه و أصابه بالسكين على مستوى كتفه فدخل حيث بناته الأربعة ليقوم رجال الدرك بمحاصرة المكان تفاديا لفراره .
مفاوضات رجال الدرك معه :
انصب تفكير رجال الدرك في مصير البنات ليلتحق حينها القائد الجهوي شخصيا مرفوقا بقائد السرية و رئيس المركز القضائي و فرقة التدخل السريع و فرقة التأنيس للكلاب المدربة وعناصر من مركز التشخيص القضائي و تعزيزات من مراكز الدرك المجاورة بعدما تم تبليغ القيادة العليا بالنازلة .كانت المأمورية شيئا ما صعبة لمعرفة ما يقع داخل الغرفة حيث كان عبد العالي يحتجز بناته بسبب عدم تجاوب هذا الأخير مع المفاوضين من عناصر الدرك بالتزامه الصمت . حينها اعطى القائد الجهوي أوامره بإطلاق أعيرة نارية مطاطية داخل الغرفة لجس النبض ومعرفة ما إذا كان الأطفال على قيد الحياة ، وبالفعل نجحت الفكرة بعدما صرخت إحداهن بسبب ذوي الطلقة النارية ، هنا غير المفاوضون أسلوبهم مع عبد العالي باقتراح إخراج البنات مقابل عدم تعرضه لأي مكروه هنا تدخل الأب قائلا : ” إنهم على قيد الحياة لحد الآن لكن إذا تقدم أحدكم فسأقتلهن و أنتحر ” هذه الجملة جعلت القائد الجهوي يربط الاتصال بالقيادة العليا التي قامت بإرسال مروحيتين على متنهما فرقة كوموندو متخصصة في تحرير الرهائن .
إيقاف عبد العالي و تحرير الرهائن :
لم يبق الدركيون المفاوضون مكثوفي الأيدي في انتظار وصول التعزيزات حيث تمكنوا في البداية من فتح الباب دون لفت انتباه الأب وهنا تمكنوا من رؤية البنات الأربعة جالسات وفي صحة جيدة على يمين الغرفة وبناء على إشارات البنات فهموا أنه كان بالجهة اليسرى من الغرفة بعدها وبأمر من القائد الجهوي تم إطلاق عيارين من المطاط بداخل الغرفة ليقوم عبد العالي برمي كل ما كان بجانبه بما في ذلك السكين وعصا خشبية وبعض أواني المطبخ إلى حين استنفاذها ليقوم عناصر الدرك بمداهمة الغرفة قبل شل حركته بواسطة مسدس كهربائي لكنه رغم ذلك كان محتفظا بالعصا الحديدية أداة الجريمة واستعملها لضرب بعض الدركيين الذين أصاب أحدهم بجروح و آخرين برضوض بسيطة .
بعد إيقاف عبد العالي وصل الكوموندو الخاص على متن المروحيتين وقامت عناصره بالمشاركة في التعزيزات الأمنية لنقل المتهم إلى غاية مقر القيادة الجهوية حيث المركز القضائي الذي باشرت عناصره تحت قيادة رئيس المركز البحث معه بخصوص ارتكابه للمجزرة الرهيبة .
تقديم المتهم و تمديد الحراسة النظرية :
نظرا لضيق الوقت و عدم إنهاء المسطرة فقد طلب رئيس المركز القضائي بعد تقديم المتهم من النيابة العامة تمديد الحراسة النظرية أربعة وعشرين ساعة إضافية وهو ما تجاوب معه نائب الوكيل العام و قرر تمديد الحراسة .
تقديم المتهم للمرة الثانية أمام النيابة العامة :
بعد استنفاد المدة القانونية للحراسة النظرية تم تقديم المتهم أمام النيابة العامة التي قررت عرضه على قاضي التحقيق الذي أمر بإيذاعه سجن سيدي موسى في انتظار مباشرة التحقيق معه وبالتالي يسدل الستار على جريمة هزت مشاعر منطقة سبت سايس .
وقد توصلت ببعض التساؤلات من طرف بعض المتتبعين تصب كلها في خانة إصابة عبد العالي بانفصام في الشخصية وبالتالي هل سيتم عرضه على طبيب أخصائي أم لا ؟ وألا سيشكل وضعه مع سجناء آخرين بالسجن خطورة عليهم ؟


المهدي الوزاني

التعليقات مغلقة.