عن دروس أحداث 16 ماي الإرهابية..

تحل اليوم الذكرى الثالثة عشر على أحداث التفجيرات الإرهابية التي ضربت مدينة الدارالبيضاء ذات ليلة جمعة، والتي ذهب ضحيتها قرابة 40 شخصا، ومازالت إلى حد الآن لم تستجلى كل الظروف والملابسات المحيطة بهذا الحادث الغامض، عدا إتهام القاعدة بهذا الفعل المشين!
وقد تلى هذا الحادث المؤسف حالة احتقان واحتراب قادها السياسيون وكادت أن تقسم المجتمع المغربي بين إسلاميين وعلمانيين، حيث حملت الأحزاب اليسارية التيار الإسلامي وزر هذه الأحداث، بل واستعملت عبارات إقصائية واستئصالية في حق الطرف المخالف، مثل عبارة “لا ديمقراطية مع غير الديمقراطيين”.
ولم يقف تهافت الزعماء السياسيين عند هذا الحد، بل طالب أحدهم في الإعلام العمومي بحل حزب إسلامي، وحمله مسؤولية الأحداث الإرهابية، في تهافت أظهر المستوى الهزيل الذي بلغت إليه الطبقة السياسية في هذا البلد.
وقد استفاد حزب العدالة والتنمية الذي كان مستهدفا، من وضعية المظلومية التي عانى منها آنذاك، وتمكن من الفوز بقوة في أول انتخابات نزيهة نسبيا تجرى بعد حدث الربيع العربي، ما جعل الطرف الآخر يتباكى على الديمقراطية، وكان هو أول من ذبحها بانتهازية قل نظيرها، الأمر الذي جعل الإنتقال الديمقراطي يراوح مكانه في بلدنا بسبب ضعف أحزابنا السياسية وتقاتلها على السلطة والمناصب، دون اكثرات للدور المنوط بالأحزاب السياسية في العمل على تحقيق مشاريعها المجتمعية والترفع عن الصراعات الفارغة والمجانية.

التعليقات مغلقة.