اليوم الثلاثاء يشهد أطول نهار وأقصر ليل بـ 2016

الانقلاب الشمسي ظاهرة فلكية سنوية تحدث مرتين في العام، الأولى صيفًا في نصف الكرة الشمالي وتسمى انقلابا صيفيا، والثانية شتاءً في نصف الكرة الجنوبي وتسمى انقلابا شتويا، ويوم الانقلاب الصيفي يكون أطول فترة نهار وأقصر فترة ليل في العام بأكمله، والعكس في نصف الكرة الجنوبي.

التسمية
يطلق على الانقلاب الشمسي في اللغة الإنجليزية اسم Solstice وهو مشتق من كلمة Solstitium، اللاتينية التي تعني “الشمس لا تزال قائمة”، وهو نفس المعنى الذي أطلقه قدماء المصريين الذين برعوا في الفلك، وكانوا يطلقون على ظاهرة الانقلاب الصيفي للشمس اسم “عابي، عب” كناية عن حجم الشمس الكبير الذي يعبئ الأفق فيبدو قرص الشمس كبيرا وبعيدا فى السماء، ومتوهجا عند الظهيرة، كما راعوا تلك الظاهرة وغيرها في تصميم معابدهم.

توقيت الحدوث
يحدث الانقلاب الصيفي يوم 21 يونيو/حزيران في نصف الكرة الأرضية الشمالي حيث تكون الشمس في أعلى ارتفاع لها ظهرا فوق الأفق. وتكون عمودية على مدار السرطان وهو خط دائرة عرض 3 و23 درجة شمال خط الاستواء.

تتحرك الشمس ابتداء من يوم 22 يونيو/حزيران جنوبا رويدا رويدا خلال الصيف إلى أن تصبح عمودية على خط الاستواء. ثم تتعداه جنوبا حتى تصبح عمودية على مدار الجدي ظهرا وهو دائرة عرض 3 و23 درجة جنوبا يوم 21 ديسمبر/ كانون أول.

وعندما تكون أشعة الشمس عمودية على مدار السرطان أي في 21 يونيو/حزيران يقال إن الصيف قد بدأ في نصف الكرة الشمالي، وبالتالي يكون بداية فصل الشتاء في نصف الكرة الجنوبي، وعندما تكون الشمس عمودية على مدار الجدي في 21 ديسمبر/كانون الأول يقال إن الشتاء قد بدأ في نصف الكرة الأرضية الشمالي، ويكون الانقلاب صيفيا لدى نصف الكرة الأرضية الجنوبي.

تباين
يعني يوم الانقلاب الصيفي بالنسبة للقاطنين في النصف الشمالي من الكرة الأرضية أطول نهار وأقصر ليل خلال السنة، في حين يحدث العكس بالنسبة  للقاطنين في النصف الجنوبي للكرة الأرضية جنوب خط الاستواء ويكون هذا اليوم أقصر نهارا وأطول ليلا.

ويتميز “يوم الانقلاب الصيفي” في النصف الشمالي من الكرة الأرضية بالحرارة الشديدة نتيجة تعامد زاوية سقوط أشعة الشمس تقريبا على مناطق شمال خط الاستواء، بينما يسود العكس تماما في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، حيث يبدأ فصل الشتاء ويكون النهار أقصر ما يكون والليل أطول ما يكون.

وعندما يبدأ الصيف في نصف الكرة الأرضية الشمالي يزداد النهار طولا كلما انتقلنا من خط عرض شمال مدار السرطان. فيصل النهار إلى 24 ساعة عند دائرة عرض 66.5 درجة، أي لا يرى سكان تلك المنطقة الليل. وفي شمالها حتى القطب الشمالي يطول النهار حتى يصبح أشهرا ولا يُرى هناك ليل في الصيف.

وتنعكس الحالة خلال الشتاء، فعلى دائرة عرض 66.5 شمالا يطول الليل إلى 24 ساعة ويختفي النهار، وشمال هذا الخط يستمر الليل مدة ستة أشهر. والعكس بالنسبة لنصف الكرة الأرضية الجنوبي. أما في خط الاستواء فيتساوى الليل والنهار دائما بصرف النظر عن الفصل السنوي، ولهذا يسمى خط الاستواء. وفي بدء الربيع (23 مارس/ آذار) والخريف (23 سبتمبر/ أيلول) تكون الشمس عمودية على خط الاستواء.

ومن عام إلى آخر، يُمكن أن يحدث الانقلاب الصيفي في تواقيت مختلفة ليقع في يوم 20 أو 21 أو 22 من شهر يونيو/ حزيران.

أما الانقلاب الشتوي -وفيه أقصر أيام العام- فإنه يحدث عادة في يوم 20 أو 21 أو 22 من شهر ديسمبر/ كانون الأول.

الاحتفالات
يمثل الانقلاب الصيفي يومًا مُميّزًا للكثيرين في العالم ويرتبط بالعديد من الممارسات الثقافية القديمة لدى شعوب عديدة، إذ كان يُحتفل به باعتباره رمزًا للتجديد والخصوبة والحصاد، حيث تجري المهرجانات وتحضر الأطعمة الخاصة بالمناسبة في مناطق متفرقة من العالم.

ويحتفل الوثنيون كل عام بالانقلاب الشمسي وتتمثل طقوس احتفالاتهم بتلك المناسبة في إشعال النار في حلقة دائرية باستخدام شموع تتم إضاءتها حول شمعة كبيرة مركزية في منتصف الحلقة.

وفي منطقة ستونهنج ببريطانيا يحتشد المحتفلون لمتابعة لحظات شروق الشمس في الصباح، والترحيب بقدوم فصل الصيف. وفي السويد يتم تناول الكثير من البطاطا والرنجة احتفالًا بحلول الانقلاب الصيفي.

الصيام
تلقي ظاهرة الانقلاب الصيفي بظلالها على عدد ساعات النهار وبالتالي الصيام خصوصا للجاليات المسلمة في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية، حيث يصل النهار إلى أكثر من 20 ساعة يوميا في بعض الدول الأوروبية مثل السويد والدانمارك، في حين يقصر في دول أخرى مثل الأرجنتين والبرازيل وأستراليا فتكون ساعات صيام المسلمين هي الأقل على مستوى العالم.

وحسب نظام الحساب والخرائط الجغرافية للعالم يصوم مسلمون أيسلندا والسويد والنرويج نحو 20 ساعة يوميا ويصوم مسلمو بلجيكا وهولندا نحو 18 ساعة ونصفا يوميا. أما في أستراليا فيبلغ عدد ساعات الصوم 10 ساعات يوميا ويزيد نصف ساعة في دول جنوب القارة الأفريقية ويصل إلى 11 ساعة في البرازيل و13 ساعة ونصفا في المكسيك.

وفي الدائرة القطبية الشمالية لا يوجد شروق أو غروب للشمس في هذا الوقت من السنة، لأن الشمس تبقى فوق الأفق على مدار 24 ساعة في ظاهرة تسمى “شمس منتصف الليل” مدة ستة أشهر، كذلك لا يوجد شروق أو غروب للشمس فيالدائرة القطبية الجنوبية ولكن الفرق أن الشمس تبقى تحت الأفق على مدار 24 ساعة لمدة ستة أشهر.

التعليقات مغلقة.