عبد الصمد الجرجيني ..إبحثوا عن مواضيع ذات نفع للمجتمع.

 

عبد الصمد الجرجيني شاب لم يهدأ له بال حتى حقق حلمه في مشروع رائد للأسفار، مساهما بذلك في نشر ثقافة السفر، تجده دائما في تجدُّد، فهو في عناد مع الحياة، وسباق مع الأيام، إسم المشروع « آجي نسافرو Aji Travel » ولقد كسب ثقة كبيرة لدى المغاربة في وقت قياسي. هو معنا في حوار شيق لكي نتعرف عليه عن قرب .

  • من هو عبد الصمد الجرجيني ؟

شاب في الثلاثينات من العمر، ولد بمنطقة تافيلالت وترعرع في مدينة سيدي سليمان ثم القنيطرة، متزوج بدون أطفال حاليا، مدير شركة آجي نسافرو « Aji Travel » السياحية.

  • كيف كانت بداية عبد الصمد الجرجيني مع أجي نسافرو؟

البداية المحرقة تبشر بنهاية مشرقة.. إنبثقت فكرة آجي نسافرو من مشروع جمعوي شغلني سنين عديدة، إسم المشروع هو « أنا مغربي » ويهدف إلى زرع حس المواطنة لدى المغاربة عموما و لدى الشباب خصوصا، وذلك بأساليب إبداعية، وكان التحدي الذي يعترضني والسؤال الذي أطرحه: كيف أحب شيئا أجهله؟ لذلك حملت حقيبتي وبدأت مغامرات السفر لوحدي، ثم بعدها نظمت رحلات لبعض الأصدقاء، وبدأت الفكرة تكبر إلى أن صارت شركة سياحية تشغل حوالي 25 شابا، وأصبحت صفحتنا على موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك أكبر صفحة أسفار بالمغرب، وكان الهدف من هذه الأسفار هو اكتشاف ما يزخر به وطننا من أماكن طبيعية خلابة، من تاريخ عريق، من ثقافات متعدذة.. كل ذلك سيجعلنا نحب هذا الوطن، وإذا أحببناه بذلنا من أجله ما بوسعنا لنجعله ينهض ويتصدر مصاف الدول المتقدمة.

  • أركان النجاح برأيك؟

إيمان وعمل، هما ركنان إذا اجتمعا لدى الإنسان فإنه يكون مؤهلا لتحقيق طموحاته، فالذي يؤمن بفكرة ويسعى لتحقيقها لا يهتم لعدد المرات التي يسقط فيها بقدر ما يجتهد للنهوض بعد كل سقوط.

  • مابين استخدام الشباب السيء لمواقع التواصل واستخدامهم الجيد معادلة اجادها عبد الصمد الجرجيني فماهذه المعادلة, وكيف يمكن اقناع الاّخرين بها؟

يقول تعالى: ولا تزكوا أنفسكم، هو أعلم بمن اتقى. في الحقيقة لا يمكن أن أدعي أني أجيد استخدامي للواقع الإفتراضي، فأنا أيضا لي زلاتي وأخطائي، غير أني حريص على أن أجعل من تفاعلي مع الناس شيئا يرجع بالفائدة لي وللأصدقاء، لذلك حاولت أن أنقل تجربة زواجي بما فيها رأيي اتجاه المرأة ومحاولة تغيير مجموعة من الأفكار السلبية التي تكونت لدى الشباب.. وأيضا تشجيع الشباب على الزواج، حاولت أيضا عرض تجربتي في تسيير فريق العمل بآجي نسافرو وتقديمهم كشركاء في هذا المشروع، محطما بذلك نظرية المدير الآمر الناهي والمتحكم في أرزاق الناس، فكانت إدارة تشاركية فريدة من نوعها.. أحاول أيضا انتقاد المظاهر السلبية وتشجيع المظاهر الإيجابية، آملا أن أرى نماذج لشباب يساعد على نشر الفكر الإيجابي ومحاصرة الفكر السلبي بالحوار والنقد البناء..

  • نجد أشخاصا يتعاملون مع منشوراتك بسطحية وأحيانا يحرفونها فكيف يكون الرد عليهم ؟

مشكلتنا أننا لا نتبين، رغم أن ديننا يأمرنا بالتبين، ولا نحاور ولو أن ديننا دين حوار، لقد صرنا أكثر ميلا للأحكام الجاهزة، فترى أغلبنا يسارع إلى تصوير منشور لفلان وطرحه في صفحته بسخرية دون أدنى محاولة للنقاش مع صاحب ذلك الرأي، وبهذا نكون أدواة تساهم في التطرف.. إن الإنسان السوي يناقش الفكرة بالفكرة، والإستدلال بنقيضه، ويستدعي الأدلة التي تدعم رأيه وتؤيده، ثم بعد ذلك يستمع للرأي الذي يخالفه.. وينتج عن هذا بيئة تقبل الإختلاف ولا تساهم في الخلاف، توحد أكثر مما تشتت، تحاصر التطرف وتعدمه. وبناء على ما سبق، فإن الرد على من يحرف الكلام يكون حسب السياق، فقد تخاطبه بمستواه الذي يتقنه، وقد تصمت كأحسن جواب على من لا يحسن النقاش، وأدب الحوار.

  • مؤخرا كتب عنك مقال في أحد الجرائد الإلكترونية والكثيرون من متابعينك لم يفهموا القصة ممكن ان توضح لنا ؟

كلنا نعلم أن صاحب الجلالة يقوم بأنشطة خيرية في رمضان يستفيد منها عدد كبير من المغاربة، وبصفته أميرا للمؤمنين فهو بذلك قدوة لهم ومشجعا لبقية الشعب المغربي على التضامن والتآزر فيما بينه، لكننا فوجئنا بأخبار عن أنشطة خيرية وأخرى ثقافية يتم منعها من طرف قياد وباشاوات بعض المناطق، في شطط واضح لاستخدام السلط، ما أثار استهجان العديد من الشباب على مواقع التواصل الإجتماعي، وجاء تعليقي على نشاط ملكي خيري يحضره وزير الداخلية بتساؤل استفزازي لمن يقوم بمنع أنشطة المواطنين، وكان التساؤل هو: شكون عطاه الترخيص دهاد النشاط! كلنا نعلم أن صاحب الجلالة لا يحتاج إلى ترخيص، ولا يعقل أن يفكر عقل سليم في حاجة ملك البلاد لترخيص، لكن مقال تلك الجرائد الإلكترونية المغرضة قالت أنني أطالب ملك البلاد بالحصول على الترخيص من العدالة والتنمية، ونعتتني بالقيادي البارز في العدالة والتنمية وأنا الذي لم يسبق لي الإنضمام لأي حزب، وأضافت إلى ذلك أن صهري وزير من العيار الثقيل في حكومة بنكيران، وهي كلها اتهامات باطلة وتصفية حسابات سياسية جعلتهم يقحمونني في هذا الأمر. فإلى هذه الجرائد الإلكترونية الفاشلة: إبحثوا عن مواضيع ذات نفع للمجتمع.

  • كلمة أخيرة في نهاية اللقاء ماذا تريد أن تقول فيها ؟

       أريد أن أقدم التحية لأبناء هذا الوطن المخلصين، هؤلاء الذين ينتقدون ما يجب أن ينتقد بأدب، ويشجعون كل ما هو إيجابي، ويدعمون بمجهوداتهم محاولات الإصلاح، هؤلاء هم الذين يعول عليهم وطننا للنهوض، أما المحبطين المفترين فهؤلاء سيرميهم التاريخ في مزبلته السحيقة، ولن يذكرهم إنسان بعد ذلك بخير.

التعليقات مغلقة.