عن الهروب الكبير..

شهدنا في الأيام القليلة الماضية مع بداية فصل الصيف، واقتراب موعد الإنتخابات التشريعية الأهم في تاريخ المغرب، أحداثا متواترة قد يبدو للملاحظ أنه لا رابط بينها لكن الحقيقة عكس ذلك.
تمثل الحدث الأول في تسريب أخبار غير مؤكدة إلى مجلة جون أفريك الفرنسية عن وجود غضبة ملكية على رئيس الحكومة بنكيران، تلتها الفضيحة المدوية لكبار رجال السلطة والتي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بوسم ‫#‏خدام_الدولة‬، وأخيرا وليس آخرا ما حدث يوم أمس في أكبر سجن في المغرب المعروف بسجن عكاشة من تمرد خطير للسجناء لم يسبق أن شهد بلدنا نظيرا له.
والحقيقة أنه بقدر الرهان الكبير للمواطنين على إنتخابات سابع أكتوبر لترسيخ ثقافة الديمقراطية ودولة القانون وربط المسؤولية بالمحاسبة، بقدر ما ينبغي أن لا ننتظر ممن ألفوا الإستفادة من الريع والسطو على الممتلكات واختلاس المال العام بدون حسيب ولا رقيب، التسليم بالأمر الواقع وأن يبقوا متفرجين على الوضع وهو ينفلت من بين أيديهم، لذلك علينا أن ننتظر صيفا قائظا وحارا حرارة الأجواء المناخية التي تمر بها بلدنا هذه الأيام، وستزداد حدة المؤامرات والدسائس من طرف سدنة الفساد والإستبداد، وحاملي المباخر المخزنية وحراس المعبد السلطوي، كلما أحسوا بأن الأمور ستجري حيث لا يرغبون لها أن تسير.
علينا أن لا نكتفي بوضع أيدينا على قلوبنا خوفا من الإنقلابيين على المسار الديمقراطي فقط، بل أن نسعى جميعا نحو جعل صناديق الإقتراع سلاحنا لإنجاح إستثنائنا المغربي المتميز، وأظن أن المغاربة سوف ينجحون في ذلك.
وإن غدا لناظره قريب..

التعليقات مغلقة.