توقف عن التفكير، وابدأ في التغيير

ان عملية التغيير هي سنة كونية مرتبطة بالوجود بصفة عامة لا بشيء محدد، وبدون تغيير لا توجد حياة. والتغير هو المستقبل وليس الحاضر فقط، بل نتجاوز هذا ونقول بل هو الماضي أيضا. والتغيير هو تلك العملية التي تحدث رجة قوية في مستقبلنا وتقتحمه وتتفاعل جزئيا مع حاضرنا، فلا مستقبل بلا تغيير، ومن أجل الاستمرار في الحاضر يجب التغيير، أو اننا سنكون ضحايا للتغيير ما لم نتغير.
قبل الإبحار في ثنايا هذه المقالة التي من خلالها سنضع اطلالة بسيطة حول كسر حاجز الخوف من التغيير من أجل حياة أفضل لان جل مشاكلنا تتجلى في ثلاث أمور مرتبطة ببعضها ولا يمكننا فصلها وهي كثرة التفكير فيما ال اليه الماضي وماذا سنفعل في المستقبل في حين نتناسى أو ننسى الحاضر، وبالعودة الى حيثيات التغيير فلا يمكن احداث تغيير مالم يكن هناك رغبة جامحة وتوفير العناصر اللازمة من طرف الفرد عينه لإحداث هذا التغيير، لقوله عز وجل (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ[الرعد:11])، وبالتالي لا يغير ما بقوم من خير إلى شر، ومن شر إلى خير، ومن رخاء إلى شدة، ومن شدة إلى رخاء حتى يغيروا ما بأنفسهم، و أيضا نجد مقولة “لا يأتينا التغيير من تلقاء نفسه وانما من خلال الصراع المستمر”  للقائد مارتن لوثر كينج، وهو القائد لحركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة، و المقولات كثيرة التي تدل على ان التغيير يبدأ من الفرد فرغم اختلاف المرجعيات و الأيديولوجيات و البيئات و حتى الظرفية الز مكانية ، فهناك اجماع على ان التغيير يبدأ من داخل فرد.
ان التغيير ضرورة حتمية للعاقلين، وخصوصا نحن الامة العربية عامة والإسلامية خاصة لأننا نعد أمة غير منتجة وذلك راجع الى عدم قدرتنا على تغيير واقعنا الى الأفضل، إضافة الى عدم جعل ذواتنا قادرة على التأقلم مع متغيرات الحياة والظروف التي تصيبنا خصوصا السيء منها، وهذا راجع الى عديد الأمور التي من بينها النشأ والتربية والمدرسة والمجتمع الى اخر… ان من واجب الانسان أن يدخل في الجو المناسب له كي يكون اكثر إنتاجية و اذ لم يستطع فيجب ان يجعل الجو ملائما له، و في حالة عدم القدر فيجب اجبار الذات على التأقلم مع الجو المتاح في تلك اللحظة و تلك الثانية، لأنك اذا استمريت على نفس النهج للوصول  للهدف، معتمدا نفس الطريقة ستحصد دوما نفس النتيجة .
ان معظم التجارب التي أجريت في مختلف المختبرات ولدى اهل التخصص تؤكد ان للاعتياد على نمط وتغيير جديدين في حياة الفرد يجب ان يواظب على نفس الامر مدة لا تقل عن 21 يوم وهناك تجارب متاحة للدراسة سواء الخاصة بوكالة الفضاء ناسا او غيرها. للتغيير أسس يجب ان يوفرها المرء للنفس ومن بينها:
• ان يحدد الشخص مكان تواجده الان “اعتماد البوصلة “، ويحدد قدراته وامكانياته لكي يحدث تغييرا مقدورا عليه.
• تحديد المراد من هذا التغيير ” لا تجعل التغيير من أجل التغيير”.
• أخلق لنفسك حوافز ودوافع لهذا التغيير.
اما في ختام هذا المقال الذي أتمنى ان ينال اعجابكم سأذكركم بمقولة تعجبني كثيرا وأستدل بها دوما انت كما انت الا بكتاب قرأته فغير افكارك، أو بشخص التقيته فغير طريقة تفكيرك، لان الكتاب يمنحنا الأفكار والمعلومات التي هي من الممكن انها كانت بحوزتنا فقط لنركزها أكثر أو هي جديدة تنضاف الى رصيدنا، في حين ان الأشخاص من الممكن ان يصبحوا قدوة لنا أو فقط ينبهننا الى سلوكياتنا لنصححها او نغيرها جملة وتفصيلا.
 تحياتي، المدرب: عبد الاله رشقي

التعليقات مغلقة.