حوار شخصي مع شاب ساخط عن الواقع السياسي في المغرب

 

(اقرأ لتعلم التفاصيل) :

– الشاب : سمعت أنكم أسستم حزبا جديدا اسمه “الديمقراطيين الجدد، هل هو حزب منشق عن حزب آخر، أو شيء من هذا القبيل؟

-x: لا، إنه حزب جديد لا صلة له بباقي الأحزاب الأخرى، بل إنه حزب مغربي مفتوح للجميع، لا يتعصب لفئة، ولا يتعصب لمرجعية معينة، بقدر ما يحرص على خدمة الوطن، ومصالحة الشباب المغربي مع العمل السياسي.

اy: لكن كل الأحزاب تقول نفس الكلام والكل يدعي نزاهة حزبه، لكن سرعان ما يكشف المستور.

– x: كلامك صحيح، والواقع يثبت ذلك. لكن هل تعلم أن الأحزاب التي تتحدث عنها، تستقطب أصحاب الشكارات الذين يشترون التزكيات ويتقدمون إلى الانتخابات لحماية مصالحهم؟ فماذا تنتظر من الذين يملكون مشاريع واستثمارات، غير الحرص على حمايتها وتنميتها.

– y: لكن ما دخل هذا القول بالموضوع؟

– x: أحسنت هذا سؤال وجيه، وطريقة جيدة في التفكير. قلت ذلك لأن الوعود التي يقدمها المرشحون كانت تحت هذا الغطاء. أما “الديمقراطيين الجدد” فلا يملكون شركات ولا مشاريع ولا كريمات. ..، فهم أطر من قطاعات مختلفة، أساتذة، مهندسون، تقنيون، حرفيون متخصصون، طلبة جامعيون…، انخرطوا في المجال السياسي بعد عزوف طويل كي لا يتركوا المجال للمستبدين والاستغلاليين.

y: صراحة كلامك وجيه، لكن سئمنا سماعه.

x: فما العمل، هل نترك المجال للوجوه المشهورة بالفساد، أم نقاطع العمل السياسي، أم نقاطع الانتخابات؟

y: أنا لا أقصد ذلك طبعا، فإذا تركنا الوجوه الفاسدة فهذه جريمة، وإذا لم نمارس السياسة فستمارس علينا، وإذا قاطعنا الانتخابات فنحن نساهم في استمرار الفساد.

-x: فما الحل؟

y: لست أدري.

– x: أظن، بل أنا على يقين أن الحل هو إعطاء فرصة جديدة لجيل جديد، ووجوه جديدة، تؤمن بالحوار، وقريبة من الشباب لأنها تنتمي إلى فئة الشباب وبالتالي، فهي أدرى بواقع الحال. أنا لا أطلب منك في هذا المقام التصويت على حزب “الديمقراطيين الجدد”، بقدر ما أطلب منك تحمل المسؤولية، واختيار الأنسب والأنزه.

y: لكن المشكل هو أنكم حزب جديد ليس له خبرة.

x: إذا كنت تسأل عن الخبرة في المجال السياسي القائم على التخلويض، فنحن جهلاء جدا، وإذا سألت عن تحمل المسؤولية والتدبير الرشيد فكل الأعضاء أطر مكونة أحسن تكوين، من الأستاذ المتمرس إلى المهندس المسؤول، والمدير المسير. ونحن في مرحلة نحتاج فيها إلى حسن التدبير ” المعقول” أكثر من احتياجنا إلى الخبرة السياسية والدليل على ذلك أن الأحزاب العريقة تتصارع فيما بينها، والخطاب الملكي كان صريحا وموضحا للفوضى التي تتخبط فيها الأحزاب العريقة.

y: لكن بماذا تعدون المجتمع المغربي؟

x: نعد المجتمع المغربي بما وعد به الحزب الإسباني الشاب؟

y: ماذا تقصد؟ وعن أي حزب إسباني تتحدث؟

x: هل تعلم أنه في اسبانيا، كان هناك حزبان قديمان يحتكران السلطة، وبعد تأثر إسبانيا بالربيع العربي تشكل حزبان سياسيان جديدان من الشباب الساخطين والغاضبين عن الوضع الذي تعيشه اسبانيا” وهما حزب”بوديموس” (الذي يعني نعم نستطيع)، وحزب”سيودادانوس”(الذي يعني المواطنون).

y: لا، لم أكن أعلم بذلك؟

– x: إنهما حزبان شبابيان، ظهرا في مثل الظرفية التي ظهر فيها حزب “الديمقراطيين الجدد” في المغرب، وهما الآن يشاركان في حكم اسبانيا، بروح شابة، وهما رقيبان على السياسات المنحرفة التي كان يمارسها الحزبان الأوحدان، في اسبانيا.
ففي نظرك ألا ينبغي منح الثقة للشباب المغربي كما منحت الثقة إلى الشباب الاسباني؟

y: صراحة كلامك بدل وجهة نظري، وأظنني بحاجة إلى التفكير، وسأجيبك فيما بعد إن شاء الله.

x: خذ وقتك كاملا، فعندك مهلة للتفكير إلى حدود يوم 7 أكتوبر. واعلم أنه إما أن نضع يدنا في يد بعضنا من أجل التغيير، وإما سنفسح المجال للفاسدين. واعلم أن محبتك وروح الأخوة ثابتة، مهما كان الجواب، ومهما كانت النتائج.

[success]آش واقع/بن زكود محمد[/success]

التعليقات مغلقة.