“كمشة نحل حسن من شواري ذبان”

أش واقع | حفيظة الوريد

لا يحق لاحد ان يتكلم عن الدين إن لم يظهر في تصرفاته، فأن تتدين وتؤدي الفرائض لا يعني بالضرورة ان تحسن للآخر وتسعى لنشر الخير وتحقق العدالة الاجتماعية.
بعد الانتخابات الاخيرة، شاهدنا كثيرا من المواقف تدين الامينة العامة لفيدرالية اليسار الدكتورة نبيلة منيب السياسية المحنكة وصاحبة المواقف النبيلة اسم على مسمى.
هاجمها حزب البيجيدي ونعتها بأقدح النعوت من بينها العلمانية التي يعزون مفهومها الى الإلحاذ.

منيب ليست ملحذة لانها تظهر خصلات شعرها وتتزين وتلبس اكسيسوارات، هي تساير موضة العصر وتختار لباسها بحرية شخصية تؤمن بها ولامحيد لها عنها.

العلمانية يا بشر، يا ملتحون ليست ضربا من الكفر، العلمانية تكرس مبدا الحريات في المعتقد والافكار والاذواق، هي تفرق بين الدين والسياسة والحياة العامة للافراد.

منيب إمراة تمزج بين الانوثة والمواقف الرجولية التي لا يقوى على وقوفها الف لحية من وساخة اشباه رجال البيجيدي كيتيم المبادئ والقيم الذي اصبحت رائحته تزكم الانوف وهو لم ينظف بيته من رجس القمار.
والبرلمانية التي نخالها رجلا لولا لباسها لغطاء الرأس التي تهكمت على المراة اليسارية ذات الاخلاق والمبادئ والتي لم يشهد حزبها فضائح بالشواطئ او زواج متعة يتمخض عنه اولاد حرام ويعطينا كناتج مواقف فاضحة للعهر السياسي.

نعتت البرلمانية البيجيدية منيب بالفاشلة لان حزبها لم يفز الا بمقعدين، فبالله عليكم هل هذه اخلاق سياسيين؟

منيب طلبت من مرشحي الفيدرالية توخي النزاهة والشفافية وعدم اغراء الناخبين باموال مع علمها ان الانتخابات تمر بدهن السير يسير.
منيب لم تفرق القفة الرمضانية ولم ترمي اكباش العيد في احضان المعوزين الذين يشكلون الفئة الكبيرة من الشعب، هي لم تجهش بالبكاء لتسول عطف الشعب ولم تقهقه بالضحك كالبهلوان _ زوج نبيلة المتحجبة_ ، او تهدد بإشعال الفتن إن لم يفز حزبها.

حزب منيب لا يطمح لان يحول اسرته داخل البرلمان كما فعل نواب ووزراء البيجيدي ولا يخدم البنك الدولي على حساب بلده.
حزب منيب تنازل عن تقاعده وآمن ان في العتمة بصيص من نور وضياء.
ستفوز منيب في مرحلة قادمة بعد ان يعي الشعب الذي صوت على تجار الدين ان مسافة الالف ميل تبدا بخطوة وان اليسار هو من سيحمل المشعل ولا يغرق البلاد في الديون.

حزب منيب الذي يتهمونه بالكفر والالحاذ هو من سينقد البلاد من سكتة قلبية محققة نتكهن بها يوما.
من صوت على منيب نحل احتشد على عسل وليس ذبابا حام حول قمامة، وكما يقول مثلنا الدارجي ” كمشة نحل حسن من شواري ذبان”

من يقول ان العلمانية كفر نرد عليه بامثلة حية عن الكفار انفسهم وما فعلوه من خير للانسانية….

ميركل المانيا لا تسرق اموال دافعي الضرائب ولا تعيش بفيلا فاخرة ولاتركب افخم السيارات.
هي امراة تعيش وسط اسر متوسطة الدخل لتتقرب من همومهم ولا تشهد الشهادة او تضع منديلا مموها للناس.
كل الزعماء الاوربيين يعيشون هموم شعوبهم ولا يفكرون في الصفقات ولا تعرف انتخاباتهم حالات الفوضى والارتشاء والخوض في اعراض الناس لمجرد الحصول على كرسي او الاغتناء الملوث بذنوب شعب.

لا تنزلوا أحزاب اليسار بوابل من التهم هم بريئون منها ولا تتبجحوا بالتدين، فكم منكم يطمع في هتك عرض خادمة ببيته وان امتنعت تعذبونها كالكلب الاجرب…
بنكيران وبكل وقاحة طرد يوما مجازا عاطلا من ذوي الاحتياجات الخاصة من امام بيته ونصحه بالتسول في اقرب مقهى، فرق حال محسن له وتكفل به.
كم منكم لا يتصدق بفتات ويتصرف بسادية تجاه الضعيف، ووزيركم في العدل كم ظلم ولم ينصف، وما حالة صلاح الدين الخاي المحكوم بالمؤبد رغم وجود قرينة براءته لدليل على طغيانكم وكفركم.

اتقوا الله فليس كل ملتح بزاهد وليس كل يساري بكافر.
لا تتكلموا عن الدين بل دعونا نراه في تصرفاتكم…..

الفئة القليلة التي صوتت على منيب اشرف من الكم القذر المصوت على البيجيدي. لا يهم الفوز بل المبدأ والدرس الذي سيتعلمه المغاربة في الخمس سنين القادمة.

رفعت الاقلام وجفت الصحف…

التعليقات مغلقة.