ملخص الدورة السادسة لمهرجان الأيام السينمائية لدكالة بالجديدة

https://youtu.be/i2eQrr8E5Pg

 

1 –  أيقونة العيطة الدكالية تشع بسماء المهرجان

انطلق حفل اختتام “الدورة 6 لمهرجان الأيام السينمائية لدكالة بالجديدة ” في جو احتفالي مبهجوتحت زخات مطرية خفيفة أنعشت سماء البريجة وغسلت أرضية ساحة مسرح سعيد عفيفي عشية السبت 22 أكتوبر 2016.. رفقة شبان وشابات حملوا الأعلام المغربية وانضموا للحفل بتلقائية.. غير بعيد عن عدد من الإخوة والأخوات أعضاء جمعيات مناضلة كانوا عازمين على تنظيم وقفة احتجاجية في نفس الفضاء فوقفوا احتراما للحدث ينتظرون دخول موكب المهرجان وهو يحتفي بإحدى أيقونات الفن الشعبي الجديدي والدكالي، إلى أن ولج قاعة المسرح لتنطلق وقفتهم المشروعة من بعده..وهو موقف تضامني وأخلاقي نبيل يشكرون عليه، لأن نشاطنا بما يكتنفه من “سينما وموسيقى” ملتزمتيـــــن و كلمة هادفة، يعد أيضا شكلا نضاليا في مدينة البريجة الجميلة، لضخ مزيد من دماء الفن والثقافة والوعي في عروق ساكنتها.. وكفاحا ضد من يريد لها أن تخمد في سبات الجهل والتخلف.

ففي هذا الجو الاحتفالي النضالي، انطلق حفل وموكب تكريم الفنانة الكبيرة المطربة الشعبية الجديدية الحاجة سعاد، في إطار “مهرجان الأيام السينمائية لدكالة بالجديدة ” الذي تنظمه جمعية البريجة للثقافة والفنونبدعم من المركز السينمائي المغري، لجنة دعم المهرجانات السينمائية، عمالة الجديدة، المكتب الشرف للفوسفاط، المديرية الإقليمية للثقافة بالجديدة، الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية،نقابة هيأة المحامين بنفس المدينة…حيث استقبل طاقم إدارة المهرجان وضيوفه، الفنانة المذكورة على نغمات موسيقى مجموعة الإخوان رحو الشعبية – التي تم تكريمهابنفس التظاهرة في العام المنصرم – فتمت مرافقة المحتفى بها من ساحة المسرح حتى خشبته، بالتهاليل والزغاريد، في جو احتفالي رائق جعل من الفنانة الحاجة سعاد بحق، عروسة مشعة في سماء البريجة وأيضا في سماء العيطة الدكالية والعبدية بامتياز.

2 – تحية حب وتقدير لجمهور الجديدة

طلية الأيام الأربعة التي شهدها المهرجان كانت قاعة مسرح سعيد عفيفي تعج بالجمهور الجديدي من كلا الجنسين ومن مختلف الأعمار والشرائح والمستويات.. جاءوا كلهم لمساندة مهرجانهم والتمتع كما الاستفادة من عروضه الفنية والفكرية. وهكذا غصت القاعة عشية يوم الأربعاء 19 أكتوبر في حفل الافتتاح، حيث تم تكريم الفنان محمد الشوبي بتقديم فيلم وثائقي قصير عنه، تلاه الناقد والباحث السينمائي حسن نرايس ملقيا  في حقه شهادة مؤثرة قبل أن يتسلم المحتفى به من إدارة المهرجان لوحة تركيبية من تصور مديره وإنجاز منسقه الفني. لينتهي الحفل بعرض للفيلم الروائي الطويل: ( المسيرة الخضراء) الذي لعب فيه محمد الشوبي دورا مهما، من إخراج يوسف بريطل الذي قدم  بنفسه الشوبي والفيلم بحضور عدد من الفنانين: عمر السيد، هشام بهلول، محمد لقلع والمخرجين مصطفى فاكر وحسن بنجلون ثم فاطمة بوجو مقدمة فقرات الحفل.. كما حضر السيد عبد الرحمان عريس المدير الإقليمي للثقافة وعضو مكتب الجمعية الإقليمية للشؤن الثقافية بالجديدة الذي سلم للفنان الشوبي ذرع المهرجان.

عدد كبير أيضا من هذا الجمهور حضر وشارك في الندوتين الفكريتين اللتين نظمتا بمكتبة مؤسسة عبد الواحد القادري، أولاهما “ماستر كلاس” أو لقاء مفتوح مع الفنان الشوبي صباح يوم الخميس 20 أكتوبر بحضور عدد وفير من معجبي هذا الفنان ضمنهم وفد من تلاميذ مجموعة مدارس  الإحسان أبانوا عن ذكاء متوقد وحس فني واعد وهم يحاورون الشوبي الذي باذلهم الحوار بصدر رحب واستجاب لطلبات التقاط صور تذكارية معه بأريحية كبيرة.  ثاني الندوتين  نظمت بنفس المقر صبيحة يوم الجمعة 21 أكتوبر وخصصت لمحور المهرجان: “السينما والموسيقى” حيثألقى الباحث السينمائي حسن نرايس ورقة حول “الموسيقي في الفيلم الوثائقي القصير” في حين قدم الناقد والباحث السوداني المقيم بالدوحة عبد الرحمن نجدي ورقةمفصلة عن “الموسيقى في أفلام الشباب، قطر والسودان نموذجا” كما عرض أفلاما قصيرة كنماذج توضيحية.. أدار الندوة الناقد والباحث السينمائي أحمد سيجلماسي إدريسي. فإلى جانب ضيوف المهرجان ومدير مكتبة عبد الواحد القادري السيد عبد الرحمان الساخي وطاقمها، فقد غصت هذه الأخيرة بعدد من المهتمين ضمنهم طلبة وتلاميذ مجموعة مدارس  شيراز الذين شاركوا هم الآخرين في الندوة وأبانوا عن موهبة في النقاش وحب المعرفة.

نفس الشغف الفكري الذي يتمتع بع الجديديون تجسد ليلة عرض الفيلم الفلسطيني (قنو) للمخرجة حنين علامي ثم نظيره المغربي (ميلوديا المورفين) ومناقشته  للمخرج هشام أمال الذي كان حاضرا إلى جانب بطله هشام بهلول حيث استمر النقاش حتى منتصف ليلة الجمعة 21 أكتوبر والقاعة مملوءة بعدد كبير من الجمهور، رغم أن الفيلم ذو تركيبة صعبة فنيا وفكريا تشذ عن البناء الكلاسيكي للأفلام الروائية، فهو إلى طرح فلسفي حول الموت والحياة وتوليد الإبداع من صلب المعاناة إلى درجة التضحية بالنفس أقرب.. ورغم ذلك استمر الجميع يتفرج ويناقش ضاربا أروع مثال على ما يتمتع به عدد هائل من ساكنة البريجة من ذوق رفيع للأعمال الفنية والفكرية الراقية.. وبقدرة مذهلة على نقد هذه الأعمال ومناقشتها..الشيء الذي جعل من الدورة 6 لمهرجان الأيام السينمائية لدكالة بالجديدة  دورة ناجحة اعتمادا على واحد من أهم مقاييس نجاح المهرجانات من عدمه، ألا وهو الإقبال الجماهيري.. وهذا عنصر حققته هذه الدورة بامتياز.. إلى جانب عناصر ومكاسب أخرىفكرية، فرجوية وتواصلية بين جمهور مدينة الجديدة وضيوف الدورة من فنانين وباحثين ونقاد من داخل وخارج المغرب هذا رغم انطلاق المهرجان بصفر درهم !! لذا اعتبرت أن الجديد في هذه الدورة هو الدورة نفسها!ولأن تنظيمها في مثل هذه الظروف “اللامادية واللامعنوية” يعتبر معجزة  وتحديا كسبناه وكسبته مدينة الجديدة.

حتى في ليلة الاحتفاء بأيقونة العيطة، استمرت القاعة غاصة يستمع جمهورها بانتباه كامل للحاجة سعاد  – ذات ال76 سنة – وهي تقف بشموخ وثقة في النفس وبصوت مازال صداحا،  تؤدي رفقة مجموعة أولاد الحلوي، إحدي أجمل العيوط الحصباوية: “عزيبو في الميلحة” المشهورة أيضا ب “سيدي احمد”.. فنفس الجمهورالتزم بمقعده يتفرج على فيلم الاختتام: (عود الريح) لداوود أولاد السيد. فلهذا الجمهور أنحني حبا وتقديرا وأحييه تحية “فوق دولية”.. وله نظمنا مهرجان: “الأيام السينمائية لدكالة بالجديدة ” وسنستمر ننظمه مهما كلفنا ذلك من ثمن.. فكله في البدء والختم من أجل وفي سبيل مدينة الجديدة الرائعة.

التعليقات مغلقة.