تحالف أم تعايش إلى حِين؟ في حكومة بنكيران

يبدو أن مرحلة ”البلوكاج” التي طبعت المشهد السياسي في المغرب تسير في طريقها نحو الانفراج، بعد أن ذوَّب اللقاء الذي جرى صباح أمس الجمعة بين بنكيران ولشكر جليد المشاورات التي تعثرت بينهما، العمل الذي أنعش عمليات التحليل السياسي التي تشتغل على رسم كل السيناريوهات الممكنة لتشكيل الحكومة.
وحسب ما توصلت به ”شوف تيفي” من قراءات داخل مطابخ بعض البيوت الحزبية التي لها موقع قوي في المشهد السياسي، إن كل السيناريوهات التي تم طرحها حول تشكيل الحكومة، منذ تعيين الملك محمد السادس بنكيران رئيسا للحكومة، لم تصبح ممكنة بالنظر إلى طفو بعض المستجدات في البيت الداخلي لبنكيران، وتغيرات أخرى في دهاليز بعض الأحزاب الوازنة.
وذهبت هذه القراءات إلى أن السيناريو الأقوى حول تشكيل الحكومة القادمة، سيكون مميزا بوجود، إلى جانب البيجيدي، أحزاب، الاستقلال، التقدم والاشتراكية، الاتحاد الاشتراكي والتجمع الوطني للأحرار.
وحسب مصدر مطلع، إن هذا السيناريو هو الذي يجري طبخه حاليا، قصد إعداده، لبدأ المشاورات الثانية بين بنكيران كرئيس للحكومة وزعماء الأحزاب المذكورة. ويضيف المصدر ذاته، أن ما يغذي واقعية هذا السيناريو، وجعله أكبر من مجرد احتمال، هو اللقاء الأخير بين بنكيران ولشكر، الذي ساهم في تذويب جبال من الجليد التي تكونت بينهما منذ المشاورات الأولى، إضافة إلى تبادل المجاملات وتحويل العبارات المتشنجة إلى أخرى تفاؤلية، مع تعبير حزب الاتحاد الاشتراكي عن استعداده للمشاركة في الحكومة. ثم تشبث حزب العدالة والتنمية بحزب الاستقلال الذي اصطف منذ الإعلان عن نتائج انتخابات 7 أكتوبر إلى جانب بنكيران، مع ارتباط التقدم والاشتراكية بالبيجيدي في إطار ما سمي بـ”التضامن بين الحزبين”. هذا إلى جانب النبرة اللينة التي طبعت حديث بنكيران في اجتماع غير رسمي مع أخنوش، من أجل دخول حزب الأحرار للحكومة، كحزب منفصل عن التحالف البرلماني مع الاتحاد الدستوري. خاصة وأن الأحرار، بالرغم من توفره على 37 مقعد فقط، تحول إلى رقم صعب في المعادلة السياسية في زمن أخنوش. هذه المعطيات، تجعل من سيناريو وجود، بنكيران، شباط، بنعبد الله، لشكر وأخنوش في حكومة واحدة ممكن جدا.. خاصة بعد تغير لهجة الخطاب بين الزعماء قبل وبعد المشاورات الأولى لتشكيل الحكومة.

التعليقات مغلقة.