حرب “ضروس” بين مستعملي “الفايسبوك” بالزمامرة

اش واقع – زكرياء كربال.


أكدت العديد من الدراسات، على أن مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة وأبرزها “فيس بوك” و”تويتر” تؤثر سلبا في المزاج العام، كما أنها تتسبب في تغيير الوعي الفردي مع ما يحتويه من (بناءات) ذهنية ومعرفية مسبقة إلى اتجاهات قد تكون سلبية وعشوائية في معظمها، خاصة للأفراد الذين يدمنون على هذه الوسائل ويضعونها على رأس قائمة مهامهم اليومية.

ومن جهة أخرى، لا تستطيع المعارك الإلكترونية أن تصيب الطرف المقابل بطلقة أو قذيفة أو جرح غائر، كما لا يمكنها أن تستخدم العتاد الحي مع الجمهور، كما هو حال العديد من المعارك التي تنطلق في الشارع ذات اليمين وذات الشمال. فالأمر هنا مختلف قليلاً، حيث لا يتطلب سوى كبسات بسيطة على أزرار لوحة المفاتيح، لتنطلق بعدها روافد السموم المغمسة بالعسل (الأسود)؛ في صور بشعة وشعارات سمجة وتراشق بالألفاظ وتعبيرات عشوائية تقشعر لها الأبدان.
ومن هنا سنبدأ حديثنا بإحدى المدن الفتية التي يشن داخلها حرب ضروس بين مستعملي ” الفايسبوك” بحسابات وهمية , فيها ما هو معارض ومن هو مؤيد .

هذه الحرب الضروس التي سبق ذكرها بطلها الوحيد هو توجهات سياسية مختلفة والتي في عوض النزول إلى أرض الواقع و وضع آليات تمكن من دراسة و فك هذا الخلاف , يتجه بعض أنصارالأحزاب السياسية إلى فتح حسابات وهمية بأسماء مستعارة للهجومات الإلكترونية من خلال السب و الشتم وفي بعض الأحيان إستنباط معطيات خطيرة تكون غالبا خارج الخط الأحمر يملئها الكذب والبهتان . مما جعل ساكنة الزمامرة تائهة بين الحق والباطل . بهذه الطريقة يمكنه أن يمرر صاحب الحساب الوهمي آراءه ومفاهيمه وعدوانيته أياً كانت اتجاهاتها. هذه العدوانية ذاتها، تمثل ردود أفعال البعض لكل ما يطرح على مواقع التواصل الاجتماعي من آراء تخالف هواهم واعتقادهم، فضلا عن ذلك، يعتقد أغلب (المتواصلين) من خلال صفحات “فيس بوك” بأن الآخرين يكذبون في الغالب بشأن الرسائل التي ينشرونها، وعلى الرغم من ذلك فإنهم يقعون بشدة تحت تأثيرها وهذا التناقض في السلوك (الافتراضي) حير العديد من علماء الاجتماع والنفس والاتصال.
وتُصنَّف الحرب الإلكترونية ضمن حروب الجيل الرابع التي تستخدم فيها كل الشبكات المتاحة (سياسية، اقتصادية، اجتماعية) لإقناع صانعي القرار السياسي للعدو بأن أهدافهم الاستراتيجية غير قابلة للتحقق، أو مُكلِّفة للغاية، وقد تنتج عنها خسائر اقتصادية كبيرة… وخلافًا لأجيال الحروب الثلاثة السابقة، فإنَّ الجيل الرابع لا يستهدف أساسًا الانتصار عبر هزيمة القوات المسلحة للعدو، ولكن مهاجمة عقول صنَّاع القرار وتحطيم الإرادة السياسية للعدو.

التعليقات مغلقة.