عندما يقوم المواطن بدور المؤسسات…

ذ.حفيظة الوريد

المواطن المغربي بهويته، بانتماءه، بإحساسه بالوطنية وفوق كل هذا لا يعيش فوق هاته البقعة مجانا.
المواطن يؤدي ضرائبه التي تخوله مجموعة من الحقوق والمكتسبات، له حق في التعليم المجاني والتطبيب والشغل.
بفضل اموال دافعي الضرائب يرتع البرلمانيون والوزراء ويشربون حد الثمالة من ثدي الريع السخية.
يحصلون على أجور خيالية وكاريزما للحفاظ على الواجهة وامتيازات.
وفي الوقت الذي يفتقر فيه المواطن لابسط الحقوق نجد البرلمانيين يتمتعون حتى بتذاكر القطار منافسين بذلك الإعلاميين.
كل هذا يحز في نفوس المغاربة المتذمرين من وضعيتهم المزرية امام خدام الدولة الذي استغلوا مناصبهم في تجاهل تام لاصحاب القرار كي يقسموا البلاد كانها كعكة او غنيمة.
لم يكتفوا بفيلات وضيعات وسيارات فارهة بل هربوا الأموال خارج البلاد وكان السياسة للنهب والسلب وتفقير الشعب.

الضعيف في بلدنا مقصي ومهمش، يضيع في غياب تام للدولة والمؤسسات الموكل إليها حمايته.
كم من مواطن كاد يقضي نحبه لولا امتداد يد بعض المحسنين له والذي منعته روحه النبيلة من التجاهل وغض الطرف عن الظلم.

لنستحضر هنا عائلة الخنيشات بسيدي قاسم التي عانت الفقر المدقع والحاجة وعاشت في الخلاء ومن فتات الارض وصدقات المواطنين.
عائلة نخرت الحاجة ذاتها ونسيت آدميتها وسط الاهمال والاقصاء.
عائلة من ستة اشخاص زارها موقع بديل وبصرخة من المهدوي المعروف بمؤازرته للمظلوم، وصل صدى صوت الحكرة والإهمال إلى قلب محسن شاب من الدار البيضاء فاشترى شقة للعائلة وكان حضنه ادفا من حضن الوطن، إنسان مغربي اصيل قادته غيرته على ابناء جلدته الى مساعدتهم فكان بألف مؤسسة وكتب له الاجر والتواب في حين لوثت نفوس المسؤولين بذنوب شعب مظلوم.
هو انقد عائلة عانت لسنين من العراء والدولة تحمي اللصوص المقننة وتزيدهم غنى.

كيف يقوم مواطن بدور مؤسسات في حين نؤدي الضرائب للدولة ليستفيد منها سارقونا.
حقوقنا الشرعية والدستورية مهضومة رغم اننا نمولها من تعبنا وكفاحنا .نحن تحت رحمة حكومة غبية لا تكترث لتقوية دخل المواطن وتحفظ مكتسباته وحقوقه لتحقق التوازن بإلغاء معاشات الوزراء والبرلمانيين التي تعتبر ريعا ومدخولا حراما.
هي لا تحارب المبذرين للمال العام في التفاهات والمتملصين من الضرائب التي اصبحت حكرا على البسطاء.

لا انكر ان صنيع محسن او فاعل خير مدينة الدار البيضاء الذي مسح دموع عائلة مقصية في الخلاء كانها نكرة حرك بداوخلنا أشياء كثيرة وجعلنا نحقد اكثر على مسؤولينا ومؤسساتنا التي تعتبر صندوقا داعما للصوص في حين ان مواطنيينا يقومون بدور تلك المؤسسات.
المواطن الميسور يغذق على البسيط ويكسب اجرا وتوابا والمسؤولون يعيشون حياتهم وهم ملوثون بذنوب شعب مقهور ومستضعف.

اية مفارقات فيك يا بلدي الجريح!!!!

التعليقات مغلقة.