إنتهت شعبوية بنكيران وتبجحه بالقرب من الملك

 

أش واقع – ذ. حفيظة الوريد.

منذ تولي بنكيران رئاسة الحكومة لخمس سنين غير خطابه من معارض كان ينتقد الأوضاع المتردية في البلاد ويدعو للإصلاح الذي لم تعرفه البلاد في ظل حكومات سابقة.
كم أرغذ الرجل وأزبد واحتج على خروقات تافف منها المواطنون.
فاز حزبه بعد ان صوت عليه المغاربة لانهم رأوا فيه قارب نجاة من أوضاع مزرية سيما وانه ينطلق من مرجعية دينية وقد تعودنا كمغاربة أن نثق في الأئمة ودعاة الإصلاح.
نحن نرى في اليساريين ملاحذة والورع في أصحاب اللحي رغم أن المعايير تختلف والناس معادن تظهر حقيقتها في المواقف الحقيقية.
خمس سنين كانت عجافا شهدنا خلالها مظاهر حكرة وعزل لقضاة شرفاء وسمو بفاسدين حصلوا على ترقيات. شهدنا مظاهر ظلم تسببت في انتحارات متتالية للمواطنين بحرق الاجساد وآخرون يتسلحون بحسبهم الله ونعم الوكيل.
توعد بنكيران بالقضاء على الفساد ومحاربة من سماهم بالعفاريت والتماسيح فإذا به يعفو عنهم ويصبح حاميهم ومؤيدهم.

تاكد لنا ان الحزب خدم مصالحه وذويه واغرق البلاد في مديونيات بتحالفه مع صندوق النقد الدولي الذي سلمه البلاد في طبق من ذهب.
ادعى وجود عجز بصندوق التقاعد الذي يحصل مديره على حصة الأسد من رواتب وإكراميات كبار المسؤولين ويبقى المواطن هو كبش الفداء الذي يسد العجز بالاقتطاع من أجره.

هو يهيئ للمتاجرة باهم القطاعات في البلاد ويرتب لإقبار المدرسة العمومية التي هي حق للشعب ونحن لا نتسول احدا نحن دافعو الضرائب التي تغرف من أموالها الحكومة حد الثمالة.
كم تكلم بنكيران عن علاقته الحميمية بالملك وكان النوم من يفرق بينهما وكم اصابتنا مأثوراته بالغثيان.

كانت انتخابات اخرى بعد مضي خمس سنين كارثية وفاز الحزب الإسلامي ثانية لان بعض الشعب لم يجد البديل واغلبه قاطع الانتخابات.
منذ السابع من أكتوبر وولادة الحكومة متعسرة لان رئيسها فشل في إيجاد الأغلبية.

كثرث علامات الاستفهام عن السبب الحقيقي وراء البلوكاج الحكومي إلى أن أذن الملك بوضع حد له.
أرسل مستشاراه القباج والمنوني بصفة رسمية إلى بنكيران في مقر الرئاسة وفي يوم عطلة لتبليغه برسالة الملك فحواها ان يسرع في إيجاد الاغلبية في اقرب الآجال.
هذا ما جاد به الديوان الملكي ولا يمكن التكهن بما دار وراء الكواليس.
ربما تعمد الملك ألا يتدخل الهمة الموكل إليه التدخل في الملفات السياسية لمعرفته بحساسية بنكيران منه وكونه ينعته بالتحكم.

لم يتصل الملك مباشرة ببنكيران او يدعوه إلى القصر بل بلغه رسالة آمرة رسمية عن طريق مستشاريه وبسرعة تم إيذاع الخبر إعلاميا كي لا يفسح المجال لاي كان لتأويله بطريقته.

فهل بعد كل هاته الرسميات سيقول قائل بأن بنكيران صديق الملك او يجرؤ على تفسير الرسالة حسب هواه؟

هل سيشنف بنكيران آذاننا ثانية بمأثوراته عن قربه من القصر وسخافاته التي مللناها ورأينا فيها هراء وتفاهة؟

الرسالة واضحة يا بنكيران، انت الآن رئيس حكومة لولاية ثانية فقط لأن حزبك من فاز بالأغلبية وستقضي خمس سنين أخرى على رأس الحكومة دون ان تتبجح بقربك من القصر لأنه أخرسك ولقنك الدرس.

سيفيض مداد أقلامنا بالحديث عن الانتهاكات التي نترقبها لخمس سنين أخرى لان المولود سيكون معاقا لا محالة بعد كل هذا الاخد والرد، ولربما سنحن لانتقاد مأثورات بنكيران وشعبويته لان رسالة الملك ستخرسه.

التعليقات مغلقة.