يوسف معضور غوزالي يكتب: رشيد نموذج الإنسان الذي لم يستسلم للظروف !

رشيد، 45 سنة إبن مدينة أسفي إنقطع عن الدراسة سنة 1993 عند وصوله مستوى الباكالوريا، ظروفه الاجتماعية القاسية دفعته إلى مزاولة مجموعة من الحرف اليدوية يَذكرُ منها النجارة، الحدادة، ميكانيك السيارات حارس سيارات، حمّال بسوق الخضر، صباغ، كهربائي وحرف أخرى موسمية طيلة 23 سنة.

سنة 2006 إشتغل كحارس أمن خاص في إحدى شركات الحراسة مكلف بحراسة مدخل الكلية متعددة الإختصاصات بآسفي بأجرة 1800 درهم في الشهر، طيلة 10 سنوات وخلال مدة اشتغاله بها عاش أجواء التحصيل العلمي داخل الكلية تلك الدينامية التي يتمتع بها الطلبة حاملين معهم روح التحدي والتنافسية لتحقيق نجاحات تخول لهم الولوج إلى سوق الشغل ما حفزه على الرجوع إلى استكمال الدراسة، حيث قرر التسجيل في مستوى باكالوريا حرة واضعا أمام عينيه شهادة الباكالوريا كهدف رئيسي، كان يبلغ أنذاك 35 سنة.

تمكن بالفعل من الحصول على شهادة الباكالوريا في نفس السنة حيث خوّلت له التسجيل بالإجازة بنفس الكلية التي يشتغل بها، رشيد ربط علاقات جيدة مع الطلبة داخل الحرم الجامعي نال احترام الأساتذة و الأطر الإدارية، بالموازاة مع الدراسة أسس لورشة للمسرح الجامعي رفقة بعض الزملاء وشارك في مجموعة ملتقيات الوطنية لفن المسرح، حصل بعد 3 سنوات على شهادة الإجازة في القانون الخاص وحضّر بعد ذلك لإجازة ثانية في شعبة فاعل في تسيير المؤسسات ذات طابع الاجتماعي حصل عليها بميزة مشرف جدا.

تقدّم شهر أكتوبر من سنة 2016 لإجتياز مباراة وطنية لتوظيف مجموعة من الأطر في الميدان الاجتماعي، حيث حصل على رتبة متقدمة، خولت له الحصول على وظيفة براتب محترم سيمكنه من مسايرة متطلبات الحياة.

رشيد نموذج الإنسان الذي لم يستسلم للظروف، كما قال نابليون بونابرت ” أحسن وسيلة للتغلب على الصعاب اختراقها ”

التعليقات مغلقة.