أهو كرسي بنكيران أم عرش سليمان؟

ذ.حفيظة الوريد

ألا يحق للمتدين أن يترفع عما هو مادي ويراعي الله في تصرفاته وفي أموال الغير؟
أليس لزاما عليه أن يراعي انه مسؤول امام الله عما نطق به لسانه من وعود وما أسرف على نفسه دون وجه حق؟؟؟
هاته امور تحدث بين المرء ونفسه وبينه وذويه، فكيف برجل مسؤول تجاه شعب برمته؟؟

كل مساند للبيجيدي يهاجمنا ونحن ننتقد الحزب فيذهب لحد الجزم أن أعضاءه ورعون يزهدون في الدنياولا تمتد أيديهم للمال العام رغم أننا شهدنا بذخ الشوباني بصفقاته وغيره كثير كثير….
لا ندهب بعيدا فهناك مثال حي كشفت عنه “معارف بريس” وهو فضيحة الصديقي وزير التشغيل الذي طالما تبجح بانه يحارب الفساد وينظف البيت المدنس في الوزارة كما وجده، والحال أن دار لقمان لا زالت على حالها.
جاء لينظف فإذا به يدنس ولو استدعى الامر للقسم لاقسم انه نظيف الذمة، فحب الثراء اعمى بصيرته وغيره من زملاء الفساد.
سرقات تكشفها اوراق وفواتير والبينة على من ادعى الطهر…
فاتورة تتبث صرفه لاكثر من مائتي مليون سنتيم من ميزانية الدولة بمناسبة الملتقى الدولي الثالث للتشغيل المنظم بمراكش، صرف المبلغ كما ادعى في قهوة وشاي وحلويات وحفل عشاء وتغطية إعلامية، وتكهنوا معي ما وراء الكواليس…
الغريب المقزز هو اكتراء الصديقي راعي البشر كما يسمي نفسه، اكتراءه كرسي لبنكيران ليجلس عليه معاليه مرتاحا بأنفة وعزة في اللقاء الافتتاحي .
كلفة الكرسي مائة ألف درهم كما هو واضح في الفاتورة، هو ليس بكرسي فريد من نوعه او به عفاريت او يعمل بجهاز التحكم عن بعد او مرصع بالذهب والفضة… هو كغيره من الكراسي.
كل ذلك كي يضع واجب الفاتورة في جيبه ويلهف الميزانية المخصصة لملتقيات كهاته.

كيف يدعي بنكيران وشرذمته محاربتهم للفساد وهم يغذقون على أنفسهم في لقاء منظم من أجل محاربة البطالة؟
قد يقول قائل ان رئيس الحكومة لا علم له بتكلفة كراء الكرسي ويسلك نفس سلوكه عندما يحتمي بالميم “مافراسيش” ويدخل جحره كفأر مذعور، فيقسم الشعب بين من هم واعون بالسرقات ومتعاطفون مع خطاب الدين المنمق بالسياسة.

المواطن يفتقر للضروريات ولما يسد به رمقه ويعاني الإقصاء والتهميش وحكومتنا تهتم اكثر بمؤخراتها كمراحيض البرلمان التي خصصت لها ميزانية تفوق الخيال وقس على ذلك وزد كرسي بنكيران كأنه عرش سليمان.

الرميد المعين على رأس وزارة العدل يصفق للفاسدين ويغمض عينيه عن الظلم المرتكب في حق المواطن، يمرر سرقات عقارات الغير، والملك يوجه له رسالة لتقصي الحقائق في تلك الملفات.
باعوا الوهم للشعب من خلال المرجعية الدينية وهاهم الآن تحت وطأة تعرية حقائقهم ونشر غسيلهم.

لا يسعني إلا أن أقول أن هم البيجيدي الوحيد هو احتساء ثدي الريع حتى الثمالة وكل أعضاءه نالوا الحظ الاوفر منه.
فصال الطفل في عامين وهم زادوا عنه بخمس سنين ولازالوا يطمعون في أكثر بعد فرحهم بالإرادة الشعبية وهدفهم استنزاف خيرات البلاد إن لم أقل قلب النظام بتصريحات زعيمهم الذي لا يرعوي عن أسلوب التهديد والوعيد لانه احس بقرب إزاحة البساط من تحت رجليه.

التعليقات مغلقة.