أزمور تتحدث عن نفسها الأن… رغم صمت التاريخ عن ماضيها؟؟

وأنت قادم من مدينة الدار البيضاء صوب مدينة الجديدة على الطرق الشاطئية بعد اجتياز 80 كيلومترا أن تلامس قدماك أرضا من عبق التاريخ وشدا الأساطير، وأنت تعبر جسر نهرها الباكي حيث تتراءى لك لوحة طبيعية تشد الناظرين من صنع الله الخالق الوهاب، مدينة حباها الله من الطبيعة والتاريخ ما يجعلها تضاهي المدن أوفر حظا منها لموقعها المتميز بين النهر والبحر والغابة، إنها مدينة آزمور.

آزمورالمدينة التي يستحق سكانها أن يفتخروا بها، لما تزخر به من تاريخ موشوم بالاعتزاز و الشهامة و النبل، فهي مدينة تبدو للناظر بسيطة و متواضعة من حيث المظهر الخارجي، لكنها كبيرة و غنية بموروثها التاريخي و عاداتها و تقاليدها.

السؤال تداول قبل انتخابات الأخيرة سنة 2016، هو ماذا حقق المنتخبون الجماعيون والبرلمانيون لهذه المدينة سوى إبادة حدائقها وهدم معالمها واستباحة شوارعها وأزقتها التي غطتها الحفر والقاذورات في غياب تام لمصالح ساكنتها وهمومهم اليومية، وبيع ممتلكاتها. ولعل ما تشهده مجموعة من الأحياء من إهمال وتخريب مقصود جعل الأمر يتعدى بكثير مسألة طرح إشكالية النزاهة الانتخابية والهدف من الترشحات وقيمها الثقافية والأخلاقية لمن شاء تحمل مسؤولية النيابة عن المواطنين للنهوض بهذه المدينة لأنه بكل صراحة لا يمكن أن ننتظر ممن وظف الوعود الكاذبة وأموال الحرام سوى الخراب والدمار فمدينة آزمور بكل تاريخها وحضارتها بحاجة ماسة للتغيير.

ناهيكعن الحفر و المشاريع الطرقية الموقوفة عن التنفيذ وضعها  المزري لنسبة 75 بالمائة منها في حالة يرثى لها و أصبحت غير صالحة للاستعمال من قبل وسائل النقل سواء بالشوارع الرئيسية أو داخل الأحياء والأزقة وساحات الأسواق مما جعلها تتحول إلى حفر لا يفرقها عن بعضها سوى حفر،أما النقل الحضري حالة الكارثية التي تعرفها عدد من خطوط أسطوله لما تعتريه من أعطاب يومية ناهيك عن عدم احترام المواقيت والعدد المخصص لكل خط وهو ما يجعله أوقات الذروة يعرف ضغطا بشريا لا يطاق إلى جانب ارتفاع ثمن التذكرة والبطاقة الشهرية سواء الخاصة بالطلبة أو الموظفين والعموم، لتبقى رغم كل هذا أعين السلطة المحلية والإقليمية والمجلس  في خبر كان وكذا بعض جمعيات المجتمع المدني، وهو ما يطرح عدة تساؤلات حول هذا الملف ليس فحسب على مستوى مدينة آزمور فحسب بل حتى في مدينة الجديدة بحكم أن هذه الشركة هي المستفيدة الوحيدة.

في ظل ضعف التجهيزات الأمنية والمرافق الخاصة به من مخافر وآليات وموارد بشرية الشيء الذي ساهم في تفشي مجموعة مظاهر انحرافية من قبيل السرقة واعتراض السبيل والاتجار في أصناف المخدرات والخمور، و أمام مجموعة عمليات السرقة و النشل التي باتت السمة البارزة خلال الأشهر الأخيرة إضافة إلى جرائم القتل و الاعتداء بالسلاح الأبيض،والعديد من الشبكات أضحت تتخذ من آزمور فضاءا لممارسة أنشطتها من بيع للمخدرات بكل أصنافها و أوراك الدعارة،الأمر الذي شجع كثيرا، على تصاعد حالات الاعتداء على المواطنين، واعتراض سبيلهم، وتناسل نقط بيع المخدرات بكل أصنافها، أمر بات يتطلب خلق مخافر جديدة بهذه النقط و البحث عن خطة استباقية بشراكة مع جمعيات المجتمع المدني و المجلس البلدي.

من المظاهر المشينة التي باتت تلقي بظلالها على مدينة آزمور البطالة وتسول ومجانين، و التي تجعلها حديث كل زائر و عابر، ظاهرة البطالة في صفوف كل الأعمار والأجناس نتيجة انعدام فرص الشغل والعمل إلا من «الموقف» الذي يؤم أكبر نسبة من الساكنة بأثمان زهيدة وظروف عمل جد قاسية تتسم بكل أشكال الاستغلال، فيما تشكل نسبة 10 بالمائة من الساكنة فئة الموظفين والعمال والمأجورين، فلا استثمارات بالمدينة سوى في مجال بناء العمارات والمقاهي التي غطت جنبات الأرصفة وداخل الدروب والأزقة، و كذا انعدام سياسة واضحة للقائمين علة الشأن المحلي بالمدينة لخلق فرص شغل و استثمارات.

المرجوا إعادة الاعتبار للمدينة.

  • هل بالمدينة مجلس بلدي ؟

 

 

التعليقات مغلقة.