النفاق الاجتماعي لفيلم الزين لفيك

لا شك أن طرح فيلم زين لفيك للمخرج نبيل عيوش المأمول منه تسليط الضوء على قضية تجارة الجنس أو الدعارة و حقوق الإنسان قضية في غاية التعقيد . فمن أدنى حقوق الإنسان أن تعيش المرأة حياة كريمة في عزة وكبرياء ، وعلى الدولة أن توفر لجميع مواطنيها هذه الحياة ، ولكن هؤلاء النساء لا يتمتعن بالحد الأدنى من حقوقهن ، فهن يعانين الحرمان المادي و المعنوي و افتقار هؤلاء النساء إلى المال للإنفاق على أنفسهن وعلى أسرهن بما فيهم الأخوة الذكور والأب ، أيضاً يفتقرن إلى من يهتم بهم وبكفاءة حياتهن ، فهن يعانين مشاكل اجتماعية تبلغ إلى أن بعضهن يتخذن من الشارع مأوى لهن ، وبالتالي إذا تعرضن لإغراء الحياة في فندق ، ولو ستمتهن نفسها وجسدها وتمارس الدعارة ، فلن تستطيع رفض هذا الإغراء، وليس هناك من يبدي أقل اهتمام بهم و بحقوقهن ، و ينتشلهن من حضيض أقدم مهنة مارستها المرأة ، وكانت ومازالت عبر التاريخ رمزاً لاستعبادها وإذلالها و المتاجرة بجسدها المتهاوي , لكن هبت الرياح بما لا تشتهي السفن ترك المغاربةالأصل وتشبثوا بالفرع كعادتهم بانتقاداتهم لشخصيات الفيلم والمطالبة ليس بإعادة الكرامة للمغربيات و محاربة الشبكات الدعارة المنظمة و الغير المنظمة و وضع ترسانة قانونية لحماية المرأة المغربية من الكبت الخليجي و العالمي و تحديد مفهوم  الدعارة تعريفا  يعني ضمنياً ممارسة الجنس إجباراً و قسراً، مهما كان مصدر هذا الإكراه أو القسر جرما، و التفريق بينه و بين  الممارسة الحنسية الطبيعية ، بل بمنع الفيلم و السكوت عن واقعنا وهدا ما تأتى بقرار منع الفيلم من طرف وزارة الاتصال

وقد أثبتت بحوث تقارير لوزارة الصحة المغربية أن هناك   19ألف امرأة ممتهنة للدعارة لكن في أرض الواقع الرقم يزيد أضعاف دلك دون احتساب المغربيات المهجرات لدول الخليج لنصبح المصدر الأهم لتصدير النساء . ودلك راجع بالأساس للقصور في البرامج الاجتماعية الحكومية الذي لايشمل النساء الأشد فقراً ، لوقايتهن من الانزلاق إلى الدعارة والتشرد .

ادن نحن نعاني من فشل أخلاقي كبير ما سيؤثر بشكل سلبي على البنية المجتمعية المغربية بمواقفنا الرجعية في كل المجالات وهو ما يحتم على مسؤولينا و سياسينا و متقفينا و حقوقيينا الوقوف بكل جرأة لمواجهة و التصدي لهده  الظاهرة و ليس السكوت عنها مهما بلغ الصراع دروته مع المستفيدين من هدا الوضع

 

التعليقات مغلقة.