هذه حقيقة مجزرة السوق الأسبوعي لسبت الدويب نموذج يحتذى به على مستوى إقليم الجديدة

أش واقع -تحقيق

لعل من أهم ركائز و مكونات الأسواق الأسبوعية بالمغرب، هي أنها سلة خضر المغاربة و بالخصوص مجزرة اللحوم الحمراء التي تعتبر قبلة مختلف الجزارين بهدف ذبح الأضاحي و عرضها للإستهلاك، و يعتبر السوق الأسبوعي لجماعة أولاد احسين الدائع الصيت تحت مسمى سوق سبت الدويب او اولاد بوعزيز، من بين الأسواق الكبرى بإقليم الجديدة، نظرا لتموقعه الإستراتجي في قلب دكالة.

و تعتبر مجزرة السوق الأسبوعي و بشهادة كبار الجزارين، من نماذج المتميزة خصوصا من ناحية البنية التحتية، إذ عمدت الجماعة الترابية على تبليطها بالكامل و تقسيمها الى عدة أقسام خاصة بكل صنف من الذبائح، فحتى الجمل يذبح باولاد احسين، تبليط المجزرة مكنها من ضمان تنظيف سلس و ناجع عند نهاية الذبح.

و في زيارة لعين المكان، وثقت عدسة كاميرا الجريدة، الحالة المثالية للمجزرة إذ يسهر على مراقبتها عون يشرف على إغلاقها كي لا تتمكن الكلاب الضالة من ولوجها، كما لوحظ أن المجزرة تتوفر على نظام خاص بصرف دماء الأضاحي حيث تتجمع في حفرة ضخمة تحت أرضية مبنية بالخرسانة المسلحة، ناهيك عن مكان خاص لجمع الأحشاء و ما يتبقى من الأضحيات يعاد إستغلاله فيما بعد كسماد للأرض (الفرت).

و في تصريح لأحد السكان المجاورين للمجزرة، قال على أنه منذ تحديثها خلفت إرتياحا واسعا في صفوف الساكنة المجاورة إذ أن المعاناة في السابق كانت لا تطاق، لا سيما عندما تتسرب الدماء الى وسط السوق و تختلط مع الأتربة و مياه الأمطار، ليكثر الباعوض و الحشرات ناهيك عن الروائح الكريهة، و عن أحد النقط التي تتجمع فيها الأزبال يضيف أحد السكان على أن عمال النظافة ينتظرون حتى تجف و من تم تنظيفها بالآلة الماسحة، نضرا لصعوبة عندما تكون مبتلة حيث تعلق الشاحنة بالوسط و لا تتمكن من الخروج.

هذا و حاولت بعض الجهات في الآونة الآخيرة (السبت الماضي)، تغليط الرأي العام بأخد صور للمجزرة القديمة مع العلم أنه في نفس اليوم كانت المجزرة الحديثة مغلقة بسبب إضراب الجزارين تضامنا مع الجزار الذي توفي في وقت سابق بسبب الحكرة، إن ما تحاوله بعض الأقلام المؤجورة و المدفوعة من قبل جهات هي معلومة و تشتغل في الخفاء، لًيفسد مصداقية و نبل العمل الصحافي الباحث عن الحقيقة و الساعي لنقلها بدون نقصان أو زيادة.

كما تم الوقوف بالفعل على تخريب مملتكات الدولة التابعة للدرك الملكي و حاكم الجماعة و مقر القيادة السابق، و بعض الدكاكين الخاصة بالجزارين، ناهيك عن البناء العشوائي مكان مقرات مؤسسات الدولة و إستغلاله التجاري كمستودع للتجهيزات، وسط إستنكار العديد من الأصوات المنددة بذلك، و أمام تهاون أو تواطئ لقائد قيادة اولاد احسين في ذلك.

و لهذا فالصور هي خير شاهد و دليل على مدى جودة مجزرة السوق الأسبوعي لولاد احسين، الذي ضلت منذ قدم التاريخ ملاذا لمختلف قبائل دكالة و بني هلال من إقليمي الجديدة و سيدي بنور.

التعليقات مغلقة.