فليسامحكن الله يا امهات…..

 

 

 

ذ.حفيظة الوريد

عادة عندما تعلم الام انها تحمل مولودا أنثى في احشاءها، يلزمها ان تفكر في كيفية تربيتها وتأطيرها كأنها مدرستها وطبيبتها ومحاميتها، وفي كل هذا تختزل دور الأم الصالحة التي ترى في ابنتها أغلى ما في الوجود.

الام الواعية اللبيبة تعلم ابنتها وهي طفلة صغيرة قيمة الاخلاق والعفة والصفاء، تعلمها انها كائن له قيمة وكيان مستقل عن الرجل دون التبعية له، تعلمها انها وحدها القادرة على ضمان مستقبلها بالتعليم والثقافة والإلمام بكل ما يحيط بها من إرهاصات ومظاهر اجتماعية..

قد يقول قائل ان هذا نوع من الضغط على الفتاة وتقصير في حقها وإبعادها عن الشعور بأنوتثها.
قول يجانبه الصواب، أن أحسس ابنتي بضرورة التعلم والتثقيف دون أن أغفل العناية بها وبمظهرها وأن أصاحبها واجعل منها صديقة وأخت وابنة.
أعلمها ان تفكر بصوت عال وهي معي، ان تحكي لي كل صغيرة وكبيرة عن أصدقاءها ومحيطها الخارجي، أعلمها الثقة في النفس وان يكون مستقبلها وتحقيق ذاتها محور اهتمامها…

سمعت فتاة ذات الاربع عشر ربيعا تتحدث إلى صديقة لها وهي ممتعظة من الدراسة، فاردفت مصرحة بانه لا فائدة ترجى من التعليم و “صداع الراس” طالما ان مصيرها الزواج.

اصبت بالغثيان لانني سرعان ما رأيت أمها في وجهها، فمثلها تعلم ابنتها بان حياتها تتوقف على الرجل وهو قارب النجاة بالنسبة لها..
أم تعلم ابنتها العهر منذ ااصغر وتحفزها للاهتمام بجسدها بدل فكرها، ام تشيء ابنتها وتبروزها على انها تصلح للجنس والتوالد…

ام تجازف بمستقبل ابنتها وهي تشجعها على البحث عن زوج ميسور ” بوكو فلوس” كما تقول الكثيرات العاهرات فكريا.
ام كهاته تقبر مستقبل ابنتها وتدفعها للتخلي عن دراستها والارتماء في حضن اول من يطرق بابها، وبالتالي تضيع بعد أن يتخلى عنها وهي محاطة بدزينة أطفال دون استقلال مادي ولا مستوى دراسي يضمن مستقبلها.

تعود لامها شناقتها وهي في أرذل العمر فعوض ان تاخذ بيدها تكون حملا ثقيلا عليها…

هذا صنيعها فلتكتوي بنار أججتها فمن زرع زرعا يحصده….

تعود الفتاة من حيث اتت وقد بدت آثار السنين على وجهها لان لعبة الجسد انتهت صلاحيتها وآن للزوج ان يبحث عن متعلمة تختلف عن النموذج الذي يقزم نفسه ويستهين بها..

الام هي من ترتاد الاماكن العامة مع ابنتها منذ الصغر من مقاهي ومطاعم وتصطحبها اينما حلت لتعرف نوع صداقاتها…
الفتاة التي تحرم من احتساء قهوة وتناول وجبة أكل خارج البيت ستسقط لا محالة فريسة في يد اول من يدعوها لذلك.

علموا بناتكن ان يعتنين بتعليمهن وثقافتهن وتحقيق ذواتهن دون ربط ذلك بالزواج كوسيلة للإنقاذ…

إن عمت هذه التربية فسنضمن أجيالا صالحة وفعالة لا تشيء المراة ولا تختزلها في جسد يضاجع ويتوالد.

الزواج شراكة بين اثنين في الاحاسيس والمشاعر دون ان تتوقف حياة أحدهما على الآخر فتغرق المركب بهما عند اول مشكل يصادفهما……

من قال ان الام مدرسة إن أعددتها/ اعددت شعبا طيب الاعراق/ لم ينطق عن الهوى بل يجعلنا نرى وقعه وصحته على الدوام.

التعليقات مغلقة.