العالم يحتفل باليوم العالمي للإذاعة

اش واقع؟ عبدالخالق زياتي 

احتفى العالم اليوم باليوم العالمي للإذاعة الذي يصادف الثالث عشر من شهر فبراير من كل سنة .وقد دعت منظمة اليونسكو بهذه المناسبة إلى الرقي بالعمل الإذاعي.
وتعثبر الإذاعة من الوسائل الإعلامية المهمة التي ظلت متربعة على عرش الاخبار والأحداث لمدة ليست بيسيرة من الزمن قبل أن تظهر هذه التكنولوجيا الحديثة بوسائلها المذهلة وما تحمله من سرعة المعلومة ليصبح العالم عبارة عن قرية صغيرة والصورة تنطق بما فيها.

والجريدة إذ تستحضر هذا اليوم مساهمة منها في أحيائه كمنبر من المنابر الإعلامية الوطنية، فإنها تستحضر كذلك دور الإذاعة المركزية الوطنية بدار البريهي بالرباط وبعض الأسماء الإذاعية الكبيرة ذات القيمة الأدبية والثقافية المتميزة، والبرامج الهادفة التي كانوا يقومون بإعدادها وتقديمها حيث تلقى تجاوبا وتفاعلا لدى المستمعين بناءً على استطلاعات الرأي التي كانت تقوم بها الإذاعة الوطنية خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي والتي افتقدناها في وقتنا الحاضر.

كانت الإذاعة الوطنية والاذاعات الجهوية تزخر ببرامج قيمة ورجالات إعلامية كبيرة من مدراء من أمثال المرحوم المهدي المنجرة وعبد الله شقرون، إضافة إلى معدين ومقدمين من أمثال :محمد بن عبد السلام وبرنامجه القيم “الأحد لكم” حيث كان يتناوب على تقديمه مذيعين كبار :كالمرحوم امحمد الجفان ،محمد البوكيلي، رشيد الصباحي،محمد الغيداني والحسين العمراني وكان هذا البرنامج الثقافي الهادف يقدم بشراكة مع إذاعة طنجة بمذيعها الكبار من أمثال :مدير المحطة آنذاك خالد مشبال وزوجته امينة السوسي والمذيعة المتألقة زهور الغزاوي وفاطمة عيسى والشاعر عبد اللطيف بن يحيى. ثم البرنامج التحليلي القيم الذي كان يطل به علينا الإذاعي محمد السباعي كل ليلة ثلاثاء باساتذة متخصصين في الموضوع المطروح للنقاش. وبرنامج “كيف نقرأ القرآن “الذي كان يعده ويقدمه المرحوم عبد الحميد إحساين، وبرنامج المجلة الإسلامية التي كان يشرف عليها بصوت شجي الاستاذ محمد الخاضر الريسوني مع ثلة من المذيعات الناجحات من أمثال فريد النور واخريات. فالبرنامج الإذاعي “مرآة الأثير ” الخاص بالتعريف بالإذاعة والاذاعيين من إعداد وتقديم محمد بلال.واللاءحة تطول. وكانت الإذاعات الجهوية تواكب هذه القفزة الإعلامية السمعية بمدراءها الكبار من أمثال :العابد استوديو القرشي بالإذاعة الجهوية بفاس،واحمد الريفي بمحطة مراكش، وخالد مشبال بإذاعة طنجة، وعمر ابن الاشهب بوجدة واخرين ارتقوا بالعمل الإذاعي إلى قمة العطاء والاوج.
كما كانت كذلك إذاعة لندن بهيئة الإذاعة البريطانية تتربع على كرسي الاخبار وببرامج جد قيمة حيث كان يجول بالمستمعين الإذاعي الكبير ماجد سرحان ببرنامجه الإخباري “العالم هذا المساء “وخاصة ببؤر التوثر عبر مراسلين قد انتشروا في بقاع المعمور. إضافة إلى البرنامج السياسي “السياسة بين السائل والمجيب ” وكذا البرنامج القيم “قول على قول” والبرنامج الشعري :”من القائل وماالمناسبة حيث يجيب أحد شيوخ الشعر على أسئلة المستمعين الغريبة. وما هذا إلا قليل من كثير وغيض من فيض.
ولا يخفى على أحد أن القنوات العربية الكبيرة قد استقطبت مذيعين كبار كانوا يعملون بإذاعة لندن رغم كبر سنهم ليساهموا ويسايروا هذه الثورة الإعلامية المدهشة من أمثال الإذاعي القيدوم جميل عازر الذي يظهر للمشاهدين عبر قناة الجزيرة الإخبارية وكذلك حسن معوض الذي يقدم برنامج حواري عبر قناة العربية والذين الفنا أصواتهم عندما كنا نسمع كلمات “هنا لندن” هيئة الإذاعة البريطانية أو “لندن تقدم” أو “إلى بغ بن فالسادسة فالاخبار “وعلى دقات هذه الساعة العجوز التي تعتبر أشهر ساعة في العالم تقدم نشرة الأخبار بأصوات جوهرية ومؤثرة فقد كان ايوب صديق بلكنته السودانية والإذاعي المغربي ابن مدينة فاس محمد الأزرق بصوته الرقيق الشجي.

التعليقات مغلقة.