بلادنا غريق بين غرق وغرق….

ذ.حفيظة الوريد

لله الامر من قبل ومن بعد فيك يا بلد…
المواطن يغرق في الديون التي تثقل كاهله، كل نهاية شهر تجده يفكر في ديون البيت والسيارة وواجب المدرسة ومصروف البيت وفاتورة الماء والكهرباء وغيرها من الضروريات…

كم من رب اسرة كره ولوج عتبة بيته كما كره النظر إلى اليومية التي تذكره بقرب وقت الاداء….
كل يوم هو عداد الازمة والنكبة التي تحيلنا إلى محطة أداء لكل قابض للديون كانه قابض للروح…

كل حين نسمع بحالات انتحار يهرب اصحابها من واقع مزري ليسلموا الروح إلى خالقها بدل متابعة الابناك وروتين البكاء والشكوى…

نريح ونستريح، نترك البلاد لاصحابها الذين قروا عينا بالعيش فيها ونهبوا منها حد الثمالة….

غرقنا ديونا وغرق سياسيونا ثراء…
غرقنا هما وظلما وحكرة وتهميشا وغرقوا نهبا من اموال الضعفاء…
غرقنا حسرة على بعضنا وعلى فلذات اكبادنا ونحن نتخوف عليهم من الآتي في هذا البلد الذي اتسع للصوص…

غرق عن غرق يختلف….

طلبنا الامطار فاستجاب الرب وكان علينا ان نطلبها على قدر بالوعاتنا وبنيتنا التحتية…
غرقت مدننا وعرت امطارنا غش مسؤولينا الذين لايرعوون عن نهب ميزانيات مخصصة للإصلاح والترميم…

عيطو على علال ينقذ سلا كما حدث ذات يوم….
اين علال الشهم الذي افتخر بإنقاذه للمواطنين من خطر الغرق في بالوعات كادت تجرفهم؟

عيطوا على علال لينقذنا من زلات من اشتهروا بمقولة عيطوا على الدولة.

علال أشرف من مسؤولي الترف والاغتناء….
الله يذكرك بخير يا رجل ويجازيك خيرا على ما قمت به….

غرقت سلا أمام اعين ساكنتها وفضح الرب مشعل الفتن الذي يهدد بالخروج الى الشارع ليس لفضح الظلم والحكرة، بل لحماية منصبه الذي يود الخلود فيه…

طباخ السم يتذوقه فكذلك حامي الفساد ذاق من الفيضان الذي زاره كضيف متطفل…..

نتذكر كلنا شاب اسفي الذي فضح الزفت المغشوش وكيف عاقبوه، فلحسن حظ المطر انه ليس مواطنا وإلا لكان مصيره السجن لا محالة….

هو يتوق لمنصب رئيس الحكومة مدى الحياة كأنه يورث…
لم يتوانى في نصب سهامه نحو الاحزاب الاخرى لتشكيل الحكومة وكأنه في حرب ضروس.

غرقت البلاد في الهم والغم والديون والويل لكحل وهمشت اهم القطاعات وعنف الاستاذ وعزل القاضي وظلم البريئ في زمنك يا بنكيران….

كلامه وخطابه شعبوي لا يليق برجل دولة، يخيل إلينا أنه حكواتي حلقة…
غير فم وما قال
جل خطاباته مزيج بين الجد والهزل، لا يفرق في حضوره بكلام يليق با لعزاء او العرس…..

هو ومن بعده الطوفان، فإما منصبه او عليه وعلى اعداءه…
فماذا عساه فاعل ونحن نغرق بالامطار وهو يصطاد في الماء العكر…..؟
نتمنى ان يحسم الامر لنتتشل من الغرق في الفقر والتهميش وتنفس هواء الفساد السياسي والظلم والحكرة؟؟؟؟

ألا يحق لنا أن نرحم من وجوه علاها الصدا كما علا قلوبنا الغيض والقرف؟؟؟

نريد ان نغرق حبا لهذا الوطن إن أنصفنا، نريد الإحساس بالانتماء لمغربنا، نريد سياسة لخدمتنا، نريد مسؤولين يتلقون رواتب مقابل العمل، نريد ربط المسؤولية بالمحاسبة، نريد رجل دولة رئيسا لحكومتنا لا بهلوانا يشغله حب المنصب….

حان الوقت لنعلنها مدوية ونقف وقفة رجل واحد وننتظر الحل المجدي…
لا نحتاج لعصى سحرية لفك البلوكاج بل لقرار ملكي يستجيب لمتطلبات المواطنين التواقين للتغيير….

كابوس بنكيران قض مضاجعنا وثوب الحداد عكر صفو حياتنا، فآن الاوان لنزعه وارتداء اللون الوردي لنرى الحياة جميلة كما تستحق…

من قال كن جميلا تر الوجود جميلا لم ينطق من فراغ….

إن كان واقعنا جميلا وخاليا من أمثال بنكيران فسنرى المغرب جميلا كما نريده….

التعليقات مغلقة.