الزمامرة : كتائب العدم وميليشيات السياسة “قلبات الكبوط”

آش واقع / ك.ز

يظهرون و يختفون كالثعالب كما وصفهم محمد زفزاف في روايته الشهيرة ” الثعلب الذي يظهر و يختفي ” و يتقمصون شخصيات و ينتشرون على حيطان الفايسبوك كالبراغيث و يدفنون رؤوسهم في رمال الفضاء الأزرق و نتانة مؤخراتهم تُخفيها الاستعارة و يتقاسم معهم الحقد و الضغينة ناس كُثُر بالإعجاب و الشماتة ، و هذا الإحساس الفياض بمشاعر الحسد الذي تكنه كائنات فايسبوكية للإعلاميين و السياسيين و الجمعويين و المسؤولين هو شيئ حصري بالزمامرة و إنما ينم عن نزعة عدمية ميالة إلى الهدم لكل بناء مهما كان صغيرا أو كبيرا و يُعبر عن ثقافة الصفر في قطب مجتمع متجمد من يشتغل فيه مُدان و متهم و من يتفوق و يتميز منعوث و مبعوث إلى الدرك الأسفل من حضيض القذف بكل الشبهات.
و يدعي هؤلاء العدميون الذين يعبثون بالكلمات ذات اليمين و ذات الشمال بأنهم يحاربون الفساد بوجوه مخفية و بأسماء مستعارة و يزعمون أنهم يتشاركون مع غيرهم من التقاة الطهرانية و نظافة اليد و مصداقية القول ، و الأحرى و الأجدر أن يكشفوا عن أقنعتهم حتى يكون الحساب صابونا نظيفا و نتبادل النيران حتى تسقط كل الجثامين و حتى آخر قطرة دم و تنفذ الذخيرة و بعدما تتساقط أرشيفات سيرنا الذاتية كأوراق الخريف تباعا.و كان جديرا بدركيي العالم و مشايخ الإفتاء أن يعتلوا المنابر عسى أن يخطبوا في الناس حفاة عراة تنكشف عوراتهم و سوءاتهم فينقلب السحر على الساحر و لعلهم يخسئون قردة و ينطبق عليهم القول إذا كان بيتك من زجاج فلا تقذف الناس بالحجارة أما نحن و بالنيابة عن الجميع و كل من لطخته إساءة دعاة حراسة الحدود الفاصلة بين القيم
” إن الكلاب وظيفتها الأساسية أن تنبح كل الوقت و القردة الاستهزاء من الآخرين أما الأسد فيظل ملكا حتى و لو تكالبت عليه كل حمير الغابة “.

التعليقات مغلقة.