مطعم القرش الأزرق…المندبة كبيرة و الميت فار

المندبة كبيرة و الميت فار” شعار التضليل الإعلامي الذي طغى على قضية مطعم القرش الأزرق خدمة لأجندات سياسية مكشوفة.

 

 حمزة رويجع

لقد ضل الصراع الأزلي على كرسي رئاسة جماعة مولاي عبدالله أمغار، أرض الأولياء الصالحين و رباط المتصوفين و العارفين بحق الله و حدوده، ضل صراعا خالدا منذ أن أحدثت هذه الجماعة الترابية، فمنهم من المسييرين قضى نحبه و منهم من ينتظر، منهم من ولج زنازين السجون بسبب نهب المال العام من دافعي الضرائب، و منهم من لازال التاريخ يذكرهم بفخر و إعتزاز لما حققوه من إنجازات يشهد بها القاصي و الداني.

 لكن وبكل الأسف و الحصرة، لما آلت إليه اليوم التأويلات و محاولات الإصطياد في الماء العكر، ألم يكن الأجدر أن يقف المرئ مع ذاته وقفة تأمل، و أن يجعل طول المسافة متساوية مع جميع الفرقاء، و أن لا يميل كل الميل لجهة على حساب جهة، فلأصل هو واضح المعالم للجميع بدون إستثناء، و أن صراع أعضاء جماعة مولاي عبدالله أمغار هو صراع حول كرسي الرئاسة لا غير، صراع من يسعى للأخد بزمام الأمور و الجلوس على كرسي الربان، فلن يهنأ بال لأحد و لن يتنازل عن تكبره و تعجرفه، سوى بإزاحة من يراه خصمه، كيف يسمح المرئ لنفسه أن يتكلم نيابة عن الأخر، بل و كيف يرضى لنفسه بأن يفتي في الفقه القضائي و أن يجتهد من تلقاء نفسه، بل يتمدى لإصدار التعليمات و التوجيهات لأعلى السلطات الإقليمية و القضائية، أليس ذلك تدخل سافر في إختصاصات مؤسسات يؤطرها القانون و المشرع المغربي، أليس ذلك تضليل للرأي العام المحلي و الوطني، أليست المهنية تقتضي التقصي حول الخبر الصحيح و نقله بكل حيادية و بعيدا عن كل مزايدات، أوالوقوع في تلبية رغبات جهات سياسية بعينها، خلقت لتعارض و لا غير.

لقد كثر القيل و القال، و على قول المثل المغربي الشهير “المندبة كبيرة و الميت فار”، إننا في دولة الحق و القانون ولسنا في دولة الغاب، حيث يشرع الإنسان الجاهل البدائي بسرد ما يحلو له من خواطر، و أن يدعي أن هو من يملك الحقيقة الكاملة، لقد كان في صمت المسؤولين عن الشأن المحلي و الإقليمي، حكمة بليغة لا يؤتها إلا العارفون بالله من أمثال المولى مولاي عبدالله أمغار قدس الله روحه، إن الصمت لا شك هو رسالة قوية كي لا يتم التأثير على قرارات السلطة القضائية و إحترامها، فهو جهاز مستقل عن أي سلطة تنفيذية أو سلطة إعلامية، لقد تنسى العديد حجمه و مكانته، و لعل الإحترام الذي كان يحضى به البعض قد زال بعد كل هذا القصف العشوائي، فالزمن هو سائر و لا يتوقف أبدا، و الذي يجب أن يستحضره المرئ، أن هذه القضية هي قضية بين فرقاء سياسيين يُتخد القرار فيها من داخل دورات المجلس الجماعي و طبقا للقانون، و كل خرق في ذلك فهو موضوع شكاية للجهات الوصية من طرف المعنين بالأمر و لا أحد سواهم.

في بعض الأزمة و الأمكنة، يخيل للمرئ على أنه ذو جاه و مال و أنه يقام له و يقعد، و ما هو إلا  يُبحر في عالم الأهواء و الأحلام التي تتلقفه كالأمواج من مكان الى مكان حتى ترضخه في لحظة ما أمام واقع مرير ليعرف حجمه الصغير الحقيقي، فالتغيير لا يتأتى إلا من خلال خوض الصعاب و التباري النزيه الشفاف و من ثم كسب ثقة الشعب،الجهة الوحيدة المخولة لتكلم بإسمها.

التعليقات مغلقة.