ماتحقق وما لم يتحقق وسيتحقق في معركة 10000 إطار البطولية

أش واقع: حسام أديب
قادت الأطر التربوية معركة بطولية تجاوزت شهرها الحادي عشر ، بقيادة مجلسها الوطني القوي المنسجم المتلاحم المنظم الصامد ،في تصوره ومواقفه وأفكاره العلمية التي صوبت سهامها إلى كل الجهات المعنية ،عبر مراسلات بعثتها في بداية المعركة إلى كافة المعنيين بحلحلة الملف وإعطاء إجابة عنه سواء بالرفض أو القبول ، وبعدها تنظيم أشكال نضالية راقية من حيث الشكل والمضمون ؛ بدءا بالدردشات والحلقيات التواصلية والوقفات والمسيرات الإحتجاجية السلمية داخل وخارج أسوار المدارس العليا للأساتذة ، والإضرابات عن الطعام والإعتصامات البطولية في الساحات العمومية مفترشة خلالها الأرض وملتحفة السماء ، التي كان أخيرها وليس أخيرها معتصم التي سميا “بمعتصم الكرامة” بمدينة مراكش الذي دام 37 يوما، بعدما تم فضه من طرف القوات العمومية بالزرواطة المخزنية، مما دفع الأطر التربوية إلى تجسيد مسيرة على الأقدام من مراكش في إتجاه الدار البيضاء ، و التي تعرضت للمنع عبر شتى أنواع القمع. إلا أن الأطر التربوية ظلت صامدة ومرابطة بالشوارع والساحات عبر تجسيدها لأشكالها النضالية السلمية رغم كل المضايقات والتشويشات والملاحقات التي تطالها وخاصة أعضاء المجلس الوطني وأسرهم من طرف السلطات المحلية (المقدمية و الشياخ والقياد) ، ومحاولة ثنيهم عن مواصلة النضال .
تجدر الإشارة إلى أن مطالب خريجي البرنامج الحكومي هي:
1- فتح نقاش جاد ومسؤول حول المدارس العليا للأساتذة ومهامها التاريخية.
22- فضح وتعرية واقع التعليم المغربي الذي كان ولازال يعيش وضعا كارثيا ( الخصاص ، الإكتظاظ …) ، لم يكن أمام الدولة المغربية أي خيار آخر غير البحث عن الحلول الآنية لمعالجتها والتفكير في الحلول الإستراتيحية…
3- فضح ملف هدر المال العام ؛ من خلال نموذج 1611 مليون درهم التي تم رصدها للبرنامج الحكومي لتكوين 10000 إطار تربوي ورميهم إلى الشارع دون إدماجهم واستثمار كفاءتهم في قطاع التعليم.
44- فضح سياسة فصل التكوين عن التوظيف التي تم تنزيلها في كل من المدارس العليا للأساتذة عبر نقلها من وزارة التربية الوطنية إلى وزارة التعليم العالي ، والمراكز الجهوية لمن التربية والتكوين عبر تطبيق المرسومين المشؤومين.
55- خلق نقاش واسع حول التكوين وإعادة التكوين ، وجدلية الصراع المحتدم بين مؤسستين تهتمان بتكوين الاساتذة : المدرسة العليا للأساتذة والمراكز الجهوية لمن التربية والتكوين.
6- حصول إقتناع كبير لدى الشعب المغربي بمدى مشروعية وأحقية إدماج الأطر التربوية .
كل هذه الأمور دفعت بشكل أو بآخر الدولة المغربية إلى تغيير هيكلة الحكومة من خلال دمج وزارتين في وزارة واحدة : وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر. وإحداث وزارة تهتم بالإدماج : وزارة الشغل والإدماج…
ومالم يتحقق وسيتحقق هو إدماج الأطر التربوية في الوظيفة العمومية بقطاع التعليم العمومي . وذلك طبعا لن يتم إلا بالمزيد من النضال والصمود والتنظيم والإنسجام أكثر مما مضى.

التعليقات مغلقة.