عن قداسة موازين..

إدريس لمرابطي-

إتخذ مهرجان موازين أهمية قصوى بين كل الأنشطة والمهرجانات التي تقام على مدار السنة في كل جهات المغرب، وقد أخد المخزن على عاتقه حماية هذا المهرجان ورعايته وضمان المساهمات والأموال اللازمة لنجاحه وتألقه، كما وفر له كل سبل الإزهار المادية والتنظيمية والإشعاعية حتى بدأ يشعر الجميع أن هذا المهرجان مقدس ولا يجوز انتقاده أو الحديث عنه والأموال الطائلة التي تبذر فيه، رغم انتشار الفقر والبطالة وتردي الخدمات التي تقدم للمواطنين في جميع القطاعات.
والواقع أن المخزن أو الإستبداد دائما في حاجة إلى رموز مقدسة تمارس تأثيرها السحري على الناس ويتقربون إليها ويخشون مجرد الهمس بانتقادها، وهذا الأمر يدخل في إطار سيكولوجية استحمار الجماهير حتى يسهل اقتيادها والتحكم فيها واستباق كل محاولة للخروج عن الطريق التي تم رسمه لها.
وهذا ما يفسر استماتة الإستبداد في تخليد هذا المهرجان في موعده المحدد مهما كانت الإكراهات والمشاكل، كما كان عليه الأمر إبان الربيع العربي، حيث كان هاجس المخزن استمرار المهرجان مهما كلف ذلك من ثمن متحديا الجميع في سبيل ذلك.
والتارخ يحفل بنماذج لهذا السلوك من تمثال العجل الذهبي الذي قدسه بنو إسرائيل إلى تماثيل الطغاة في ساحات وميادين الدول العربية والتي أسقطتها هبات الشعوب كما ستسقط كل رموز الفساد والإستبداد.

التعليقات مغلقة.