عن الإهانة..

“لا يمكن أن نصل الى حالة ذل أكثر مما وصلنا إليه،وبالخصوص فى العالم العربى والاسلامى،وهو ما أسميه”الذلقراطية”..
إن حكامنا يقبلون الذل ممن هم أقوى منهم ،وبالخصوص أمريكا وإسرائيل، وحين يقبلونه، يسقطونه علينا كشعوب،وشعوبنا تقبل الذل من حكامها،فنحن إذن أمام ذل وإهانة عظيمة” المرحوم الدكتور المهدي المنجرة. كتاب الإهانة في زمن الذلقراطية.
تتوالى الإهانات التي تلحق بهذا الشعب المغبون، وآخرها الإهانة التي تلقاها الشعب المغربي نتيجة تداعيات السهرة المشؤومة لجنفير لوبيز، التي اقتحمت بعريها وعهرها بيوت المغاربة في تحد واستفزاز حقير لمشاعر المواطنين، وعندما تم الحديث عن فتح تحقيق حول الأمر وتحديد المسؤوليات فيما حصل، تحول الأمر إلى تسويف وهروب من تحمل المسؤلية وتقاذفها بين الحكومة ومدير التلفزة ومنظمي المهرجان، وضاع الشعب وسط هذه الضوضاء والصراعات المفتعلة لربح الوقت حتى يتسنى نسيان هذه الفاجعة.
فالكل تنصل من المسؤولية، وحتى الحكومة المنتخبة من قبل الشعب اكتفت بالتشكي من التماسيح وكأنها تكتشف شيئا جديدا كان خافيا عنها.
والحقيقة أن إهانة الشعوب بهكذا تصرفات ليس بالشيء الجديد في بلدنا، فالإهانة أضحت شكلا من اشكال الحكم وأداة لتدبير المجتمع على الصعيد الوطني،
هذا الشعب تلقى إذن إهانات مزدوجة تنضاف إليها إهانة ثالثة عندما يمتنع المرء عن إبداء أية ردة فعل.
يحق لنا على هذا الأساس أن نتحدث عن ثقافة الإهانة أي عن النظام السياسي-الثقافي الذي يستغل انعدام المساواة والحرية والديمقراطية،
فالإهانة تتأتى من إرادة طوعية تستهدف خدش كرامة الآخرين وليس فقط السيطرة عليهم. إنها من بين أكثر الظواهر اسعمالا هذه الأيام من لدن الذين يفرزونها ويرعونها.
إنها كذلك من بين أقل الظواهر عرضة للتنديد والاستنكار من لدن الشعوب المهانة، ومن لدن الرأي العام المغربي خاصة.

إدريس لمرابطي

التعليقات مغلقة.