سقط القناع…..

سقط القناع…..

لكل حدث في الدنيا سببا يؤدي اليه ونتيجة تترتب عنه..
قتل بل طحن بائع السمك محسن فكري لانه حاول كسب قوت يومه بعرق جبينه، قتل واحس سكان الريف خصوصا بنار الحكرة تنهش اجسادهم ونفوسهم، تارث تائرتهم فاحتجوا طيلة سبع اشهر بسلمية منقطعة النظير يقودها شاب عانى الفقر والتهميش كباقي اقرانه المتذمرين من واقع مزري واليم.

كان الريف يعاني قبل مقتل حسني من العطالة، من مستشفى لعلاج السرطان لما سببه المرض الخبيث من حالات وفيات، عانى كذلك من الافتقار لجامعة نظرا لان العائلات هناك محافظة لا ترضى بولوج بناتها جامعات بعيدة عن منطقتها.

مقتل فكري هو العبارة التي أفاضت الكاس، هو من اجج الغضب في نفوس الريفيين اكثر من غيرهم…
هم محقون في الغضب والاحتجاج ولن يجادل إثنان في تصرفهم ذاك.
الاحتجاج حق يكفله الدستور لتغيير الاوضاع إلى الاحسن وإلا ما فائدة الانتخابات والتصويت والحكومة ذات التسعة وتلاثون وزيرا…

المواطن دافع الضرائب يعرف ماله وما عليه، من حقه المطالبة بتعليم جيد وتطبيب وتشغيل إلخ..
عندما ترصد ميزانيات للإصلاح ولا يرى اثرها على قطاعات مهترئة فله حق الثورة وإطلاق العنان لصوته الذي لا يصدح إلا بقول الحق والتمرذ على باطل تفشى حد الميوعة…

تفاجا العالم باعتقالات تلو اخرى لا لشيء إلا لان أصحابها طالبوا بحقوقهم المهضومة وخرجوا للشارع بسلمية.

يد القمع اتت على الاخضر واليابس ولم تستثني لا رجالا ولا نساء استغربنا لاعتقال سيليا كروان الريف وصوته الذي تغنى بالحيف والحكرة وطلب المجد والعزة للريف، اعتقلوا ناصر وجلول وغيرهم وعذبوهم كانهم اتوا جرما لا يغتفر…

كل جهة تغطي عن نفسها بإعلامها اللصيق بها وتنزلهم بوابل من التهم هم منها براءون، وعندما استيقظ المواطن لتضارب الاخبار المتداولة فقه إلى ان الحراك عرى عورات المسؤولين وكشف مستورهم.

لم يتوانى الامن عن التنكيل بالنشطاء كما فعل بعدها بالمحتجين، تطاول على الصحفيين والمحامين والحقوقيين نساء ورجالا فلم تسلم منه حتى ايقونة النضال لطيفة الجبابدي بعد ان فقدنا احد المتحسرين على نزيف ااريف هرم المحاماة وشعلتها عبد السلام البقيوي…

بلغت وقاحة جهات ما إلى تعطيل المحامي زيان وشاريه عند مدخل الدار البيضاء كي لا يحضرا جلسة الزفزافي مع قاضي التحقيق….

وبلغت الوقاحة والسفالة وانتهاك حقوق الانسان ذروتهم عندما نشر فيديو للزفزافي عاريا لظنهم تشويهه امام الراي العام وهو الرجل الاعزل المعتقل الذي عذب كما عذب جل المعتقلين في تاريخ المغرب.

ناشر فيديو الزفزافي اكسبه تعاطفا مضاعفا لدرجة ان الكل يرى نفسه في شخصه والكل ينادي “انا الزفزافي” الكل احبه وهو يناضل بسلمية، وهو يعتقل ويعذب ويشهر به بفيديو رخيص يبدي نذالة من وراءه….

من هاجم الزفزافي يوما لعدم رفعه العلم الوطني ماذا عساه يقول اليوم وهو يعذب لانه طالب بحقه في العيش، وماذا عساه يقول وهو يصور عاريا…

من هاجم الزفزافي لانه لم يرفع العلم ليعلم ان من وراء الفيديو يحاول زرع الكراهية في نفس قائد الحراك لهذا البلد ويثيره ضده.

لقد عرى الزفزافي مشكورا عوراتكم وفضح دكاكينكم وجعلكم اضحوكة الدول قبل ان تعروه إلا من ثبانه، فوالله لو صورتموه كما وضعته امه فلن يزدينا تشويهكم له إلاحبا فيه وتعاطفا مع شخصه الجسور….

لا داعي لغضب الرميد او لفتيت او اوجار، نحن لا نريد شعراء في حكومتنا يغضبون ويستاءون بل رجال دولة يستطيعون صنع القرار ورفع الظلم عن المواطن وانصافه….

لقد سقط قناعكم وعريت حقيقتكم قبل ان تعروا رجلا خلق الحدث بسلميته وفقره ونضاله واستماثته.

التعليقات مغلقة.