الإشادة بدور المديرية الإقليمية بسيدي بنور و علاقتها بخصوص تفوق تلاميذها وطنيا بين مؤيد و معارض

الإشادة بدور المديرية الإقليمية بسيدي بنور و علاقتها بخصوص تفوق تلاميذها وطنيا بين مؤيد و معارض

أش واقع / أيوب لمزوق – مراسلة
بقلم: ذ.ع الواحد المالكي.

أثارت مجموعة من المقالات الإعلامية المتعلقة بتفوق التلاميذ و التلميذات المنتمين إلى المديرية الإقليمية سيدي بنور، ضجة كبيرة و ردود أفعال مختلفة خصوصا بين المهتمين بأمور و قضايا التربية و التعليم.
بحيث نجد فئة تؤيد العناوين المنوهة بالدور الذي تلعبه المديرية الإقليمية بسيدي بنورفي ظاهرة تفوق التلميذات بصفتها إحدى المؤسسات الوصية قانونيا على قطاع التربية و التعليم بالإقليم و الساهرة على تفعيل رؤية و استراتيجية وزارة التربية الوطنية.
و فئة أخرى تشمئز من المواضيع المنشورة حول مديرية سيدي بنور خصوصا فيما يتعلق باحتلال التلميذة إيمان الطويل المرتبة الأولى على الصعيد الوطني في امتحان الباكالوريا.
بحيث تعتبر هذه الفئة بأن ظاهرة تفوق التلميذات و التلاميذ التابعين إلى المديرية راجع إلى مجهوداتهم و مجهودات أساتذتهم و تضحية آبائهم معهم ماديا و معنويا طوال سنوات تمدرسهم و أن المديرية الإقليمية لا علاقة لها بهذا التفوق و لا يجب أن ينسب لها.
و لكن إذا وجهنا هذا السؤال العفوي مثلا إلى تلك التلميذة المتفوقة وطنيا في امتحان الباكالوريا سنجدها تصف كل العوامل التي ساعدتها على النجاح. فإذا كانت هذه التلميذة نفسها تعتبر أن تفوقها كان عطية من الله و ركزت على دور أسرتها كمؤسسة للتنشئة الإجتماعية و مؤسستها التعليمية بما فيها من أساتذة و إداريين دون أن تنفي دور المديرية الإقليمية بسيدي بنور التي كان لها الفضل الكبير في تشجيعها محليا و جهويا و وطنيا عن طريق التنويه بحسن صنيعها من خلال مختلف وسائل الإعلام المكتوبة و المرئية و المسموعة.
إن نجاح و تفوق التلاميذ و التلميذات بمؤسسة ما لا يدل فقط على اجتهادهم هم فحسب بل حتى على الدور الرائد الذي تقوم به أسرة التعليم بالإضافة إلى حسن تسيير و تدبير الإدارة التربوية للمشاريع و القضايا التربوية و التعليمية بالمؤسسة.
و ما يجب الإقرار به هو أن المدرسة مهما تفوق الناشئة بها فإنها ليست منعزلة على محيطها السوسيوثقافي ، بل إن ذلك التفوق يستمد قوته من علاقاتها الإيجابية مع مؤسسات الدولة الأخرى و خصوصا المديرية الإقليمية التي تقوم بمجموعة من الأدوار الفاعلة و الرائدة في علاقتها الإدارية مع مختلف المدارس و المؤسسات التعليمية فهي الجهاز الإداري الذي يسهر على تنظيم و مراقبة و حسن تفعيل مضامين البرامج و المناهج الدراسية و تحقيق جودة التربية و التعليم بمختلف المؤسسات التعليمية التابعة لها…
إن جميع النظريات الكلاسيكية التي تطرقت إلى الإدارة سواء النظرية العلمية لفريديريك تايلور أو نظرية التقسيمات الإدارية لهنري فايول و حتى البيروقراطية لماكس فيبر أو النظريات العصرية في علم الإدارة و التنظيمات و المتمثلة في نظرية العلاقات الإنسانية و اتخاذ القرار و الظرفية على سبيل المثال لا الحصر.
فكل هذه النظريات و حتى إن كانت تختلف في المرجعيات و المناهج على اعتبار أن لكل واحدة منها مميزاتها و عيوبها لكنها تركز كلها على الدور الرائد الذي يلعبه المدير في الإدارة فيما يخص النهوض بعملية الإنتاج بها، و ذلك للأن نجاح مؤسسة ما يعني بالضرورة حسن تدبير المدير للعمل كما يدل على المردودية الإيجابية للعمال و قياسا على ذلك فيمكننا أن نجزم بالقول بأن النجاح دائما يكون من صنع الجماعة و ليس من صنع الفرد وحده.
و عليه تكون مديرية سيدي بنور المؤسسة المحتضنة للإبداع و التميز حتى و إن تصدرت عناوين الصحافة فيما يخص تفوق و تتويج تلميذاتها و تلاميذها محليا و جهويا أو حتى وطنيا، فيما يعتبر من الناحية العلمية منطقيا كل إقصاء للمديرية لعلاقتها بظاهرة تميز و تألق تلاميذها نظرة ضيقة للنجاح و تحليلا إقصائيا للظروف و الشروط و العوامل المساهمة في تميز تلاميذها و تلميذاتها على الصعيد الوطني .

التعليقات مغلقة.