سخط عارم في صفوف الطلبة المتبارين بالكلية المتعددة التخصصات بالجديدة

 

خلفت نتائج إنتقاء الإمتحان الكتابي لولوج سلك الماستر بالكلية المتعددة التخصصات بالجديدة، سخطا عارما في صفوف الطلبة المتبارين صبيحة يوم الخميس المنصرم، و ذلك بعد بروز نجاح إسم صهر رئيس شعبة و المشرف في نفس الوقت على الماستر المتخصص المتبارى حوله.

و في تصريح لأحد الطلبة إستنكر فيه الإستفزاز الصارخ الذي عمد إليه الصهر المترشح، إذ قدم للإمتحان في وقت متأخر عن الموعد المحدد في التاسعة صباحا رفقة أربع فتيات، و رغم ذلك سمح له رئيس الشعبة بإجتياز الإمتحان، ناهيك أنه ولج مدرج الكلية عوض القاعة التي ورد إسمه فيها ما أثار حفيظة الطلبة المتبارين.

إلا أن الخطير يضل هو حالة التنافي و تضارب المصالح التي وقع فيها رئيس الشعبة رغم متابعة الرأي العام للقضية من خلال وسائل الإعلام، إذ في تحد سافر للأعراف المتداولة و إثبات شفافية الإمتحان، قام الأستاذ المثير للجدل بإعداد أسئلة الإمتحان الكتابي ؟ فما الذي يثبت أنه لم يقم بتسريب الإمتحان لقريبه من قبل ؟ و الأخطر هو أن الأستاذ المومئ إليه هو من أشرف على تصحيح الإمتحان و وقع لوحده على النتائج ما يؤكد أن هذا الماستر هو محط الأنظار و المتنبأ بجلبه للأذى، رغم تواجد أساتذة بنفس التخصص داخل الكلية و بجامعة شعيب الدكالي، كان من الممكن تكليفهم بتصحيح الأوراق درءا للشبهات، و هل صحح الأستاذ المعني أمام أعين الجميع داخل مكتب إجتماعات الأساتذة ؟ أم أنه جلب معه ورقة بها الاجوبة بشكل مسبق و أشرف على استبدال ورقة المترشح بعدما ميزها بشكل خاص ؟ ألم يكن من الأجدر إتخاد تدابير احترازية في كافة المراحل من خلال إجراءات عملية قصد ضمان شفافية الإمتحان و نزاهته ؟ و بالخصوص في حالة تنازع المصالح، فليس منطقيا أن يكون المرئ خصما و قاضيا في نفس الآن.

وإن كانت المؤسسة الجامعية عرفت إحداث مسلك المالية الإسلامية فإن من ركائز الإسلام هو الصدق و الأمانة، و ليس التشبه و الإصطناع و تغيير الأقنعة بكل وقت وحين، إن رئيس الشعبة قد شكل إستثناءا و إتباثا على أن دار لقمان لا زلت على حالها، فهذه العقلية التي تحن إلى العهود البائدة أيام سنوات الرصاص التي عفى عنها الزمن، من خلال المصالحة الوطنية التي أشرف عليها سليل سبط رسول الله (ص)، من خلال تدشين لمسيرة تنموية رائدة في ضل العهد الجديد و الإصلاحات الدستورية الوازنة التي شهدها الوطن خلال العشرية الأخيرة، فالمغرب أضحى له وزن و مصداقية كبرى على الصعيد الإفريقي و الدولي، لكن مثل العقليات السوداء لا تهمها إلى مصلحة أقاربها أما أبناء الشعب و إن كانت لهم الكفاءة فهي لا تساوي شيء أمام رضى الزوجة و العم و غيرهم.

إن حق الولوج للتعليم العالي يضل حقا دستوريا مكفولا لجميع المغاربة بدون أي إقصاء أو تمييز، فالمساواة و تكافئ الفرص هما صمام أمان لمعرفة مدى استحقاق و أحقية المواطنين لقضاء حاجاتهم و تلبية طموحاتهم، فجلالة الملك محمد السادس ما فتئ يؤكد في جل خطاباته و بالخصوص آخر خطاب لعيد العرش الأخير على أن المغاربة سواسية أمام القانون و على أن المسؤولين هم من في المقدمة الذين وجب أن يطبق عليهم القانون، كتنزيل لمبدأ الحكامة المؤكد على ضرورة ربط المسؤولية بالمحاسبة، فالتجاوزات المسجلة داخل الكلية المتعددة التخصصات أسالت مدادا و فديوهات كثيرة ما يوجب المسائلة و وضع حد لها.

هذا و قد علم من مصادر مطلعة إعتزام الطلبة المتضررين و باقي طلبة سلك الإجازة، خوضهم لوقفة إحتجاجية تنديدية بما يجري داخل دهاليز المؤسسة الجامعية يومه الاثنين 11 شتنبر 2017 على الساعة الحادية عشر صباحا، كما أن مجموعة من الفعاليات المدنية و الحقوقية قررت الدخول على الخط و التنديد بالخروقات التي شابت عملية ولوج سلك الماستر منذ الإنتقاء الأولي مرورا بالامتحان الكتابي و نهاية بالعدد الضئيل المحدد في 25 طالب بكل مسلك، عوض ما هو معمول به على الصعيد الوطني حيث العدد لا يقل على 50 طالب، في إطار تنزيل المذكرات الوزارية التي تحت على إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن قصد تمكين شباب الوطن من إستكمال دراسته الجامعية و تأهيله بشكل عالي، عوض الانغماس في البطالة المبكرة.

كما قرر الطلبة المتضررين الإحتفاظ بكافة حقوقهم، و رفع الخطوات الإحتجاجية بشكل تدريجي لتصل إلى السلطة القضائية، و تقديم طعن في نتائج الانتقاء الأولي الغير مسنود على وثائق و حجج إدارية كما هو معمول به بكافة الجامعات المغربية.

فهل سيتم معالجة الملف أم آن الوقت لتدخل محمد حصاد وزير التربية الوطنية و التعليم العالي و البحث العلمي ؟ فهنالك من غادر أسوار جامعة شعيب الدكالي من الباب الكبير، و هنالك من تسير به الأقدار للمغادرة من الباب الخلفي للحديقة، و فوق ذلك يطمع في منصب أكبر مما لم يثبت جدارته به، و إن كان الدين النصيحة، فعلى المسؤول الجامعي أن يشفق من حاله بالعودة للإنصات للخطاب الملكي لعيد العرش فتحليلات الطلبة بأوراق الإمتحان باللغة الفرنسية تغنيه إن لم يكن عزيزا على اللغة العربية و هي التي يخاطب بها الجالس على العرش رعاياه الأوفياء.

التعليقات مغلقة.