عن معتقل بويا عمر..

رفع وزير الصحة السيد حسين الوردي التحدي بإغلاق ما يمكن أن نسميه معتقل ومحتجز الكرامة الآدمية في ضريح الولي بويا عمر ضواحي بإقليم قلعة السراغنة، وبنجاح الوزير في هذا المسعى الإنساني لا يسعنا إلا أن نرفع أصواتنا عاليا للإشادة بهذا العمل الجاد والمتيز والذي يعد من الحسنات القليلة المميزة لهذه الحكومة نأمل أن تعقبها أخرى.
لقد تعرض وزير الصحة لعدة عراقيل للحيلولة دون نجاح مهمته سواء من قبل أحزاب المعارضة، حيث نعت المهرج شباط الوزير ب”بويا الوردي” في إشارة إلى توقع فشل مهمته، وكذلك من قبل السلطة والإدارة التي تلكأت في الإستجابة لقرار الوزير وأخرت وماطلت في تنفيذه، لولا إصراره وتهديده بالإستقالة عبر قولته الشهيرة ” يا أنا.. يا بويا عمر”.
والحقيقة أن إزالة وصمة العار هذه عن جبين المغرب شكلت ضربة موجعة للمخزن لن يتركها تمر دون رد، فالأساس الذي يقوم عليه الإستبداد المخزني هو تسخير الأضرحة والخرافات والشعوذة ليحكم السيطرة على مفاصل المجتمع والسياسة في توظيف فج وممجوج لثنائية الحداثة والمحافظة أو الأصالة والمعاصرة، وهذا ما يفسر رعاية الدولة للمواسم والأضرحة والمزارات الدينية لتكريس الجهل والإيمان بالخرافة، خاصة مع انتشار الأمية والجهل خصوصا بالبوادي، ولكي يبقي على الشعب المغربي محتجزا في سجن كبير يسمى الفساد والإستبداد.

إدريس لمرابطي

التعليقات مغلقة.